تأتي القمة في ظل موجة إدانات دولية واسعة للهجوم، لا سيما من دول الخليج الحليفة للولايات المتحدة، التي تُعتبر من أبرز الداعمين لإسرائيل. وتهدف القمة إلى بلورة موقف جماعي يعبّر عن رفض هذا التصعيد.
وكان وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية قد عقدوا اجتماعاً تحضيرياً مغلقاً أمس الأحد في الدوحة، ناقشوا خلاله مسودة البيان الختامي الذي سيُعرض على القادة للخروج بموقف موحد.
وتضع هذه القمة قطر في مواجهة اختبار سياسي حرج، بالنظر إلى دورها البارز خلال العامين الماضيين في التوسط بين إسرائيل وحركة "حماس"، فقد استضافت عدة جولات تفاوض غير مباشرة لم تُفضِ سوى إلى هدنتين مؤقتتين دون التوصل إلى حل دائم.
ومن المتوقع أن يبحث القادة خيارات متعددة، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار التصعيد إلى تقويض أي إمكانية لاستئناف المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وفي تصريحات له عشية القمة، دعا رئيس الوزراء القطري المجتمع الدولي إلى الكف عن "الكيل بمكيالين"، مشدداً على أن "ما يشجع إسرائيل على الاستمرار في نهجها هو عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها".
وتُعد قطر أحد أبرز الوسطاء في الحرب بين إسرائيل و"حماس"، وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، ما يعزز أهمية دورها في الملف الفلسطيني.
وأكدت إيران مشاركتها في القمة برئاسة الرئيس مسعود بزشكيان، إلى جانب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بينما وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الدوحة مساء الأحد.
وفي رسالة عشية القمة، دعت المقاومة الفلسطينية القادة العرب والمسلمين إلى اتخاذ "مواقف حاسمة"، تشمل تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، واستخدام سلاح النفط، وفرض عقوبات عربية شاملة على إسرائيل.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لقناة "الجزيرة" إن "المشكلة الكبرى الآن هي التوسع الإسرائيلي في المنطقة"، مؤكداً أن على الدول العربية والإسلامية الاجتماع لإيجاد حلول حقيقية لهذه الأزمة.
وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبإشراف أمريكي، في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وبهذا الهجوم وسّعت إسرائيل اعتداءاتها في المنطقة، إذ شنت في يونيو/حزيران الماضي عدواناً على إيران، وترتكب منذ نحو عامين إبادة جماعية متواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وتنفذ غارات جوية على لبنان وسوريا واليمن.