وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن عاملاً فلسطينياً استشهد برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب جدار الفصل ببلدة الرام.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إن "طواقمها استلمت شهيداً من منطقة الضاحية داخل القدس، أصيب بالرصاص بعد اجتياز جدار الفصل العنصري"، لافتة إلى أنه جرى نقله إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله.
من جهته، أعلن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، اليوم الاثنين، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 9 عمال منذ مطلع العام الجاري 2025، بينما بلغ إجمالي الشهداء 38 عاملاً، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جاء ذلك في بيان للاتحاد، بعد مقتل عامل فلسطيني، قرب مدينة القدس (وسط)، خلال محاولته اجتياز الجدار المحيط بالمدينة للبحث عن عمل داخل إسرائيل.
وتحدث بيان الاتحاد عن "9 شهداء عمال (...) تسبب الاحتلال في مقتلهم سواء بإطلاق النار عليهم أم خلال فترة اعتقالهم، أو عند الجدار (الفاصل بين الضفة الغربية والمستوطنات الإسرائيلية) في أثناء ذهابهم وعودتهم إلى أماكن عملهم، أو باقتحام ورش العمل التي يعملون بها".
ووفق البيان، تسبب الاحتلال الإسرائيلي في استشهاد 38 عاملاً فلسطينياً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
سقف المسجد الإبراهيمي
وفي سياق متصل، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، اليوم الاثنين، إن السلطات الإسرائيلية أصدرت قراراً بالاستيلاء على سقف الباحة الداخلية للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وأوضحت الهيئة في بيان أن القرار الإسرائيلي جاء من خلال أمر استملاك أصدرته السلطات الإسرائيلية اليوم، يقضي بالاستيلاء على ما مساحته 288 متراً من السقف المحدد للمسجد (سقف الباحة الداخلية).
وقال رئيس الهيئة مؤيد شعبان، في البيان ذاته: "دولة الاحتلال تدخل بذلك منحى تدريجياً متصاعداً في استهداف الأماكن الدينية بما يخالف الأعراف كافة".
ولفت إلى أن هذا القرار، "المتزامن مع نقل صلاحيات الإشراف على المسجد من الأوقاف الفلسطينية وبلدية الخليل إلى جهات استيطانية، يكرّس نهجاً يقوم على تقويض الولاية الدينية الإسلامية على المسجد الإبراهيمي، وشرعنة التدخل الاستيطاني المباشر في إدارة مرافقه ومبانيه، إضافة إلى عزله عن محيطه الفلسطيني وربطه إدارياً وأمنياً بالمجالس الاستيطانية".
وفي فبراير/شباط 2025، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، عن قرار إسرائيلي بنقل صلاحيات إدارة المسجد الإبراهيمي من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية وبلدية الخليل إلى ما يسمى المجلس الديني اليهودي في مستوطنة "كريات أربع".
وفي يوليو/تموز 2017، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، الحرم الإبراهيمي موقعاً تراثياً فلسطينياً.
ويوجد المسجد في البلدة القديمة من الخليل، التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
وفي 1994، قسمت إسرائيل المسجد الإبراهيمي بواقع 63 بالمئة من مساحته لليهود تضم غرفة الأذان، و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن يهودي أسفرت عن استشهاد 29 مصلياً فلسطينياً.
اعتداءات مستوطنين
وفي السياق، نفذ مستوطنون إسرائيليون، مساء اليوم الاثنين، سلسلة اعتداءات بمحافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن قطع الكهرباء والمياه عن 15 عائلة فلسطينية، وإتلاف مئات الدونمات من المزروعات.
ففي خِربة (تجمع سكني صغير) أم الخير، شرق بلدة يطا، قال شهود عيان، إن مستوطنين إسرائيليين يجرون حفريات لأغراض استيطانية "تسببوا في قطاع التيار الكهرباء عن 15 عائلة فلسطينية تسكن التجمع، بعدما تسببوا في قطع المياه أمس الأحد في المنطقة ذاتها".
وأضافوا أن مستوطنين استحدثوا مؤخراً بؤرة استيطانية على أراضي الخربة، وعززوها بالمساكن المتنقلة ويجرون حفريات لمدها بالبنية التحتية، من دون أن يأبهوا بحقوق المواطنين الفلسطينيين.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر حفاراً (باقِر) يُجرّف شبكة الكهرباء ويخرجها من تحت الأرض بوجود شرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وجنوب الخليل أيضاً، قال أسامة مخامرة الناشط في متابعة الانتهاكات الإسرائيلية للأناضول، إن مستوطنين أدخلوا الاثنين أكثر من 6 قطعان من الأغنام والأبقار إلى أكثر من ألف دونم من الأراضي الفلسطينية المزروعة بالأشجار، جنوب شرق بلدة يطا.
ويشدّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاته في الضفة الغربية، ويطلق النار على من يقترب من جدار الفصل.
وبموازاة حرب الإبادة على غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1022 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفاً، وفق معطيات فلسطينية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفاً و905 شهداء، و164 ألفاً و926 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة 425 فلسطينياً بينهم 145 طفلاً.