وفي كلمته خلال ترؤسه القمة، طالب أمير قطر تميم بن حمد بإجراءات ملموسة ضد إسرائيل بعد هجومها على بلاده قبل نحو أسبوع.

وقال أمير قطر: "عاصمة بلدي (الدوحة) تعرضت لاعتداء (إسرائيلي) غادر استهدف مسكناً تقيم به عائلات قادة حركة حماس ووفدها المفاوض"، وأضاف: "عندما وقع الاعتداء الإسرائيلي الغادر كانت قيادة حماس تدرس اقتراحاً أمريكياً تسلمته منا ومن مصر (الوسطاء)".

وأكد أن "من يعمل على نحو مثابر ومنهجي على استهداف طرف تفاوضي فإنه يعمل على إفشال المفاوضات (غير المباشرة مع حركة حماس)"، وتساءل أمير قطر مستهجناً: "إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال القيادة السياسية لحركة حماس فلماذا تفاوضها؟ إنها (إسرائيل) تريد إفشال المفاوضات".

وأوضح أن "رئيس وزراء إسرائيل (بنيامين نتنياهو) يحلم أن تكون المنطقة منطقة نفوذ إسرائيلية، وهذا وهم كبير، وهذه المخططات لن تمر"، وطالب بـ"اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل"، مضيفاً: "لو قبلت إسرائيل بمبادرة السلام العربية لوفرت على المنطقة كثيراً من المآسي".

الجامعة العربية

وفي كلمته أمام القمة، قال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إنّ قتل الأطفال بغزة واستهداف دول المنطقة من "حكومة دولة مارقة لن يُنسى"، وناشد المجتمع الدولي التضامن والعمل على ملاحقة مجرمي الحرب بغزة ومنتهكي سيادة دول المنطقة.

منظمة المؤتمر الإسلامي
من جهته، قال أمين منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه إنّه “على المجتمع الدولي وضع حد لجرائم إسرائيل”، مؤكداً على أنه "يجب تنفيذ قرارات مجلس الأمن لوقف النار في غزة".

وتابع قائلاً: “نتضامن مع قطر وندعم إجراءاتها للحفاظ على أمنها”، مجدداً الإدانة الشديدة “للاعتداء السافر على قطر”، وأكد: “إننا واثقون بأن مخرجات هذه القمة ستعزز التضامن العربي والإسلامي”، مضيفاً: “ندعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتجسيد دولته”.

 مصر

من جانبه حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، من أنّ ما تفعله إسرائيل بالمنطقة "لن يقود إلى اتفاقات سلام جديدة، بل قد يجهض الاتفاقات الحالية"، وقال إنّ "الممارسات الإسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وأحذّر من أن السلوك الإسرائيلي المنفلت من شأنه توسيع رقعة الصراع والتصعيد".

وشدد على أن إسرائيل "تحاول إفشال كل محاولات التهدئة، وهذه الغطرسة الإسرائيلية تتطلب من دول القمة رؤية للتعاون في هذا الظرف الدقيق لمنع أي ترتيبات أحادية بالمنطقة"، وخاطب الشعب الإسرائيلي قائلاً إنّ "ما تفعله إسرائيل لن يقود إلى اتفاقات سلام جديدة، بل قد يجهض اتفاقيات السلام الحالية".

العراق

أما رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني فقد أكد في كلمته أمام القمة أن أمن واستقرار أي دولة عربية أو إسلامية جزء لا يتجزأ من الأمن الجماعي، وأضاف: "نجدد التزامنا في مواجهة التطورات في المنطقة"، معتبراً أن "الاعتداء على قطر يمثل تصعيداً خطيراً ويبعث رسالة سلبية".

وأوضح أنّ "سلطات الاحتلال تواصل انتهاكها للقوانين الدولية"، لافتاً إلى أن "ما يجري في غزة والضفة الغربية لم يعُد مجرد انتهاك، بل تعدَّى إلى خلق معاناة غير مسبوقة"، ودعا المنظمات الدولية والدول الكبرى إلى أن "تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية".

الأردن

ودعا عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، خلال كلمته، إلى أن يكون الرد على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قطر "واضحاً وحاسماً ورادعاً"، وقال: "أحرّ التعازي لسموكم، أخي (أمير قطر) الشيخ تميم (بن حمد)، ولشعب قطر العزيز، في ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم على بلدكم الشقيق".

وأضاف: "نُدين هذا العدوان الذي يُعَدّ خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، وتصعيداً خطيراً يدفع المنطقة نحو مزيد من الصراع"، واستدرك: "نقف معكم بكل إمكانياتنا، وندعم أي خطوة لمواجهة هذا العدوان، ولحماية أمنكم واستقراركم وسلامة شعبكم، فأمن قطر أمننا، واستقرارها استقرارنا، ودعمنا لكم مطلق".

فلسطين

من جهته أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن تضامن دولة فلسطين الكامل مع دولة قطر في وجه ما وصفه بـ"الاعتداء الإسرائيلي غير المبرر"، مشدداً على ضرورة الوقوف صفاً واحداً ضد سياسات الاحتلال التي تستهدف شعوب ودول المنطقة.

وقال الرئيس الفلسطيني في كلمته خلال القمة: "نؤكد تضامننا الكامل مع قطر في مواجهة الاعتداء الإسرائيلي، الذي يُعَدّ انتهاكاً واضحاً لسيادة دولة تقوم بدور محوري في جهود الوساطة ووقف التصعيد".

إيران

أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان فقال إنّ “العدوان الإسرائيلي على قطر هدفه تقويض الجهود الرامية لوقف الإبادة على غزة، وهو إرهاب سافر ينتهك كل الأعراف الدولية”.

وأكد في كلمته أمام القمة أن إسرائيل تواصل هجماتها وإفلاتها من القانون لأنها تحظى بغطاء غربي، ويجب مساءلة قادتها وتوحيد صفوفنا في مواجهة هذا الكيان.

لبنان

وفي كلمته، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أنّ " المستهدف الحقيقي في العدوان على الدوحة هو مفهوم الوساطة ومبدأ الحلول بالحوار"، مشدداً على أنّ " الصورة بعد عدوان الدوحة باتت واضحة والتحدي المطلوب يجب أن يكون بالوضوح نفسه".

وتابع عون قائلاً: "لنذهب إلى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بموقف موحد، ونقول للعالم إننا جاهزون للسلام وفقاً لمبادرة السلام العربية التي لاقت تأييداً دولياً واسعاً".

سوريا

من جانبه، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع الوقوف مع دولة قطر ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم، منوهاً بأنّ "العدوان الإسرائيلي على غزة لا يزال مستمراً والكيان يواصل عدوانه على سوريا منذ 9 شهور".

وذكر الشرع أنه "من نوادر التاريخ أن يُقتل المفاوض ومن سابقة الأفعال أن يستهدف الوسيط"، وفق قوله.

اليمن

وتحدث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي خلال القمة، قائلاً: “الاعتداء الإسرائيلي الغادر على قطر، يؤكد أنّ الأمن العربي والإسلامي لا يتجزأ”، مشيراً إلى أنّ “استمرار الإ[ادة في غزة دون محاسبة واستمرار الاعتداءات على دول المنطقة دون رادع قاد بالمحصلة إلى تجرؤ الاحتلال الإسرائيلي على مهاجمة دولة قطر”.

والسبت، أعلن متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن القمة الطارئة ستناقش مشروع بيان بشأن الهجوم الإسرائيلي مقدم من الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية، دون إيضاحات.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، هجوماً جوياً على قيادة حركة حماس بالدوحة، ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان الذي قتل عنصراً من قوى الأمن الداخلي القطري.

فيما أعلنت حماس نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.

وأثار العدوان الإسرائيلي على سيادة قطر إدانات عربية ودولية، مع دعوات إلى ضرورة ردع تل أبيب لوقف اعتداءات التي تنتهك القانون الدولي.

وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبمشاركة أمريكية، في مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

وبهذا الهجوم وسّعت إسرائيل اعتداءاتها في المنطقة، إذ شنت في يونيو/حزيران الماضي عدواناً على إيران، وترتكب منذ نحو عامين إبادة متواصلة في قطاع غزة، وعدواناً في الضفة الغربية المحتلة، وتنفذ غارات جوية على لبنان وسوريا واليمن.