واغتالت إسرائيل نصر الله في 27 سبتمبر/أيلول 2024 بسلسلة غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، قبل أن تغتال صفيّ الدين في 3 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.
واتهم قاسم الولايات المتحدة بالسعي إلى "إنهاء لبنان وجعله ملحقاً بالكيان الإسرائيلي"، مشدداً على ضرورة "الوحدة الوطنية في مواجهة العدو الإسرائيلي"، والدعوة إلى تطبيق اتفاق الطائف بما يشمل تحرير الأراضي المحتلة، وإنشاء مجلس للشيوخ وانتخاب برلمان على أساس وطني وليس طائفياً.
وتابع: "نحرص على الوحدة الوطنية الداخلية، لكنّ هناك عنواناً أساساً وهو أن نكون في خندق واحد في مواجهة العدو الإسرائيلي".
في المقابل، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، في بيان بالمناسبة ذاتها، أنه "لا خلاص للبنان إلا بجيش واحد ودولة قوية ومؤسسات دستورية"، معتبراً أن الأخطار الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد "لا يمكن التصدي لها إلا بالتكاتف الوطني وإنهاء الانقسام".
وشدد عون على أنه "لا حماية حقيقية إلا تحت سقف الدولة اللبنانية التي تمتلك وحدها الشرعية"، داعياً إلى الالتفاف حول مشروع الدولة الواحدة، القوية، والعادلة.
يأتي الموقفان في ظل استمرار الجدل الداخلي حول خطة الحكومة اللبنانية، التي أُقرَّت مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، لحصر السلاح بيد الدولة، بما في ذلك سلاح حزب الله، وسط رفض الأخير التخلي عن سلاحه الذي يعده "سلاح مقاومة" موجهاً ضد إسرائيل.
وقال الأمين العام للحزب نعيم قاسم، في كلمة متلفزة في 4 يوليو/تموز الماضي: "على من يطالب المقاومة (حزب الله) بتسليم سلاحها المطالبة أولاً برحيل العدوان (إسرائيل)، لا يُعقل أن لا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه"، وأضاف: "مَن قبِل بالاستسلام فليتحمل قراره، أما نحن فلن نقبل".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدواناً على لبنان حوَّلته في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفاً آخرين.
ورغم التوصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، فإن الأخيرة خرقته أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 276 شخصاً وإصابة 613 آخرين، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدٍّ للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافةً إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.