ومع الإعلان عن كلمته، انسحبت معظم وفود الدول من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، في موقف احتجاجي ضد نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" في غزة.
وبالتزامن، شهد ميدان "تايمز سكوير" القريب من مقر الأمم المتحدة مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف المحتجين من ولايات أمريكية عدة، رفعوا الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تندد بجرائم الحرب وتتهم نتنياهو بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، رافضين اعتلائه منبر الأمم المتحدة.
ولم يكد خطاب نتنياهو ينتهي حتى قوبل بسيل من الانتقادات، حتى من داخل إسرائيل نفسها، إذ قال زعيم المعارضة يائير لابيد، عبر حسابه على منصة "إكس"، إن "العالم شاهد اليوم رئيس وزراء متعباً ويتباكى في خطاب حافل بألاعيب مستهلكة".
أما زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، فاعتبر عبر المنصة ذاتها أن كلمة نتنياهو "مجرد خطاب زعيم حزب وليس رئيس وزراء للجميع".
من جهته، وصف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة خطاب نتنياهو بأنه "مضلل"، وتضمن "8 أكاذيب كبرى وعشرات الادعاءات الواهية"، مؤكداً أنه محاولة فاشلة لتبرير جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن نتنياهو زعم الدفاع عن الأسرى الإسرائيليين، بينما الواقع يؤكد أن "حكومته المجرمة تسعى لتحقيق أهداف وزراء حكومته المعلنة، وهي: القتل والإبادة، التدمير الشامل، والتهجير القسري، دون أي اكتراث بحياة الأسرى".
وأضاف البيان أن نتنياهو تحدث عن حرب على "7 جبهات" بينها غزة، وادعى أن المدنيين لم يُمنعوا من المغادرة، في تناقض مع الأرقام التي تثبت أن 94% من الشهداء فلسطينيون مدنيون وأن الاحتلال ارتكب إبادة مكتملة الأركان عبر إسقاط أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات على أحياء سكنية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 64 ألف مدني.
وعن الدعم الدولي لتل أبيب، لفت المكتب إلى أن نتنياهو "ادعى أن قادة كثيرين دعموا إسرائيل بعد (أحداث) 7 أكتوبر، لكنه أقر بأن هذا الدعم تبخر، والحقيقة أن الغالبية الساحقة من دول العالم لم ولن تدعم جريمة الإبادة الجماعية، بل إن الاعترافات الدولية المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني جاءت كنتيجة طبيعية لفضح رواية الاحتلال الإسرائيلي الزائفة".
كما نفى المكتب مزاعم نتنياهو حول سرقة المساعدات من قبل المقاومة، مؤكداً أن الاحتلال هو من تسبب في تجويع المدنيين وأشرف على "مصائد الموت" التي قتلت مئات الجائعين بينهم أطفال.
وختم البيان بتأكيد أن "هذه الأكاذيب لن تغير من الحقيقة شيئاً"، مشدداً على أن العالم بات أكثر وعياً بطبيعة الاحتلال الإسرائيلي كقوة استعمارية استيطانية، محملاً الإدارة الأمريكية المسؤولية عن استمرار الكارثة الإنسانية في غزة، ومطالباً بوقف الإبادة والانسحاب من القطاع وفتح المعابر وإدخال الغذاء والدواء، إلى جانب استكمال خطوات الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفاً و549 شهيداً و167 ألفاً و518 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.