وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 48 فلسطينياً بينهم 11 من منتظري المساعدات، جراء الهجمات الجديدة، والتي طالت تجمعات لمدنيين في مناطق متفرقة من القطاع.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية المكثفة على مدينة غزة عن استشهاد 33 فلسطينياً على الأقل منذ فجر الجمعة، وفق المصادر الطبية. وفي الأحياء الشرقية من المدينة استشهد 3 فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف حي الشجاعية، و4 آخرون بقصف على مناطق متفرقة، دون توفر تفاصيل.
وفي الأحياء الشمالية الشرقية، استشهد فلسطيني وأُصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف منطقة "الزرقاء". ووسط المدينة، استشهد 3 فلسطينيين وأُصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف تجمعاً مدنياً قرب محطة الريفي بشارع النفق.
وغرب المدينة، استشهد 3 فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف تجمعاً مدنياً في محيط مجلس الوزراء بحي تل الهوى، وفلسطيني على الأقل بقصف استهدف بناية سكنية لعائلة "النونو" في حي الرمال. كما استشهد 18 فلسطينياً بهجمات إسرائيلية على مناطق متفرقة من المدينة دون توفر تفاصيل بشأنهم.
وشن جيش الاحتلال غارة على مدرسة "فهمي الجرجاوي" التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق المدينة، بعد الإنذار بإخلائها، دون الإبلاغ عن إصابات.
وخلال ساعات الليل، شن جيش الاحتلال سلسلة غارات عنيفة على حي تل الهوى ومحيط منطقة الجامعات غرب مدينة غزة، كما نسف مباني سكنية في أحياء شمال غرب مدينة غزة.
ووسط القطاع، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن استشهاد 12 فلسطينياً منذ فجر الجمعة وفق المصادر الطبية. وفي محيط محور نتساريم، استشهد 10 فلسطينيين من منتظري المساعدات وأُصيب آخرون برصاص إسرائيلي قرب مركز التوزيع الأمريكي- الإسرائيلي.
وفي مخيم النصيرات، استشهد فلسطيني بقصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في المناطق الغربية، إلى جانب استشهاد فلسطيني آخر إثر غارة جوية على مناطق متفرقة بالمحافظة الوسطى.
وجنوب القطاع، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن استشهاد 3 فلسطينيين في مناطق متفرقة. ففي مدينة رفح، استشهد فلسطيني من منتظري المساعدات وأُصيب آخرون بالرصاص في محيط مركز التوزيع بمنطقة الشاكوش (شمال غرب).
كما استشهد فلسطينيان في قصف إسرائيلي متفرق على أحياء مدينة خان يونس، فيما أطلقت المروحيات الإسرائيلية نيرانها صوب منازل المواطنين وسط المدينة، حسب شهود.
وفي بيان، قال جيش الاحتلال إنه شن خلال الساعات الـ24 الماضية نحو 140 غارة على مناطق متفرقة من القطاع، زاعماً استهدافه "مسلحين وأنفاقاً قتالية، ومباني عسكرية"، لكن مصادر أكدت أن غالبية الأهداف والقتلى مدنيين.
وأشار جيش الاحتلال إلى استمرار عمليته البرية في مدينة غزة ضمن "عربات جدعون 2"، مضيفاً: "تواصل قوات الفرقة 36 تعميق نشاطها في منطقة مدينة غزة".
إحصائية جديدة
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الجمعة، بأن مستشفيات قطاع غزة سجلت خال الـ24 ساعة الماضية، 47 شهيداً و142 إصابة جديدة، مشددة على أنه “لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وتعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة”.
وأشارت الوزارة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 65 ألفاً و549 شهيداً، و167 ألفاً و518 إصابة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مضيفة أن “حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/آذار 2025 (استئناف الإبادة) بلغت 12 ألفاً و956 شهيداً و55 ألفاً و477 إصابة”.
وذكرت أنها “سجلت خلال الـ24 ساعة الماضية 5 شهداء و33 إصابة جراء استهدافهم قرب مراكز المساعدات، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى ألفين و543 شهيداً وأكثر من 18 ألف و614 إصابة”.
إنذارات إخلاء
في غضون ذلك، أنذر جيش الاحتلال الجمعة، بإخلاء برج سكني ومحيطه في حي الرمال الشمالي غرب مدينة غزة، قبل أن يجري قصفه وتدميره.
وقال متحدث جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في بيان أرفقه بخريطة: "إنذار عاجل إلى كل من لم يخلِ بعد منطقة ميناء غزة وحي الرمال في البلوكات 724 و725 و777 و835 و704 و702 و709 بالقرب من البرج المحدد بالأحمر والخيم المجاورة له في شارع أمين الحسيني". وأضاف: "سيهاجم الجيش الإسرائيلي المبنى في الوقت القريب "، دون ذكر اسمه.
وأكد شهود عيان أن البرج الإيطالي في حي النصر بمدينة غزة هو المستهدف، وجرى قصفه بغارات عنيفة، منوهين إلى أن البرج ذاته تعرض لغارات عنيفة خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2014، وجرى تدمير أجزاء واسعة منه.
ولفت الشهود إلى أنه جرى إعادة إعمار البرج قبل أشهر من اندلاع حرب الإبادة الجماعية في غزة، مشيرين إلى أن البرج كان يؤوي مئات العائلات الفلسطينية التي نزحت مع التوغل البري بالمدينة.
وجدد جيش الاحتلال في البيان، إنذاره للفلسطينيين بإخلاء مدينة غزة والتوجه نحو ما يزعم أنها "منطقة إنسانية" في المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع.
تجويع الأطفال
وعلى الصعيد الإنساني، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الجمعة، إن طفلاً واحداً من كل 3 أطفال في قطاع غزة لم يتناول أي طعام خلال 24 ساعة جراء انعدام المواد الغذائية بسبب الحصار الإسرائيلي.
وأضافت الأونروا في بيان مقتضب: "وفقاً لتقييم سريع للاحتياجات في غزة أجرته لجنة الإنقاذ الدولية، قضى طفل من كل ثلاثة أطفال يوماً كاملاً دون طعام خلال 24 ساعة الماضية". وأشارت إلى أن "الثمن الذي يدفعه الأطفال وطفولتهم (بغزة) لا يُطاق".
وبناء على هذه الظروف القاسية، فإن الكثير من الأطفال يلجؤون مجبرين إلى العمل أو "التسول أو النهب"، وفق ذات البيان.
وجددت الوكالة الأممية مطالبتها بضرورة وقف فوري لإطلاق النار، قائلة: "أطفال غزة بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن".
والأربعاء، قالت لجنة الإنقاذ الدولية في بيان إن "واحدا من كل 3 أطفال أمضى يوما كاملا دون طعام في 24 الساعة الماضية، و70% من الأطفال يعانون من مشاكل في النوم، وواحد من كل 5 أطفال منعزل أو صامت".
وأشارت إلى أن 1% فقط من الأسر في قطاع غزة تعتبر "آمنة غذائيا"، فيما أفادت معظم الأسر التي لديها أطفال دون سن الخامسة، بوجود علامات واضحة لسوء التغذية.
ومنذ 2 مارس/آذار تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، وتمنع دخول أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
لكنها تسمح أحياناً بدخول كميات محدودة جدا من المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول "حكومة غزة" إن إسرائيل تحميها.
وفي 22 أغسطس/آب، أعلنت "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، حدوث مجاعة بمدينة غزة، وتوقعت أن تمتد إلى مدينتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر/أيلول الجاري.