وقالت الحركة إن من "المفارقات أن يُسمح لمجرم حرب مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية أن يتحدث من منبر الأمم المتحدة عن العدالة والحقوق، فيما ينتهكها يومياً عبر جرائم الإبادة والتهجير والتجويع بحق أهل غزة".
وأضافت أن "خطاب نتنياهو تضمن سلسلة من الأكاذيب المكررة والادعاءات الواهية، في محاولة بائسة للتغطية على الجرائم التي وثّقتها تقارير أممية ودولية".
ورأت أن "استمرار ترديد الدعاية الإسرائيلية بشأن أحداث السابع من أكتوبر لم يعد مقنعاً، بعدما أدرك الرأي العام العالمي حجم التضليل الذي يمارسه الاحتلال، فيما تحول مصطلح (معاداة السامية) إلى شماعة مهترئة لرفض المواقف الدولية المنددة بالإبادة الجماعية".
وفي ملف الأسرى، اعتبرت الحركة أن "محاولات نتنياهو التباكي عليهم واستعراضه بادعاء مخاطبتهم عبر مكبرات الصوت تجسد عقلية استعمارية مريضة"، مشيرة إلى أنه "المسؤول الأول عن تعطيل أي اتفاق يضمن الإفراج عنهم، بسبب إصراره على استمرار العدوان وانقلابه على اتفاق يناير الماضي، وحتى محاولته الفاشلة استهداف وفد التفاوض في قطر".
ووصفت تبريرات نتنياهو لمواصلة قصف غزة بذريعة وجود مقاومين في المباني المستهدفة بأنها "غطاء زائف للتستر على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تُرتكب يومياً بحق المدنيين العزّل".
وأضافت أن "ادعاءه بأن حماس تسعى لقتل اليهود حول العالم يدخل في إطار حملته الممنهجة لشيطنة الشعب الفلسطيني، بينما الحقيقة أن المقاومة الفلسطينية محصورة في مواجهة الاحتلال على أرضنا".
وأكدت الحركة أن حديث نتنياهو عن "فرض حكومة عميلة في غزة مجرد وهم"، مشددة على أن "الشعب الفلسطيني أثبت صلابته ورفضه لكل أشكال الوصاية والتبعية".
واعتبرت حماس أن مقاطعة غالبية الوفود الدولية لخطاب نتنياهو "تعكس حجم العزلة التي يعيشها والكيان الإسرائيلي"، مؤكدة أن "التضامن العالمي مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره يتسع يوماً بعد يوم".
وختمت الحركة بالتأكيد على أن "إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس حق أصيل غير قابل للتصرف، ولن تنال منه سياسات الاحتلال"، مشددة على أن "الشعب الفلسطيني سيواصل طريقه نحو التحرير والعودة حتى تحقيق كامل حقوقه الوطنية".
وكان نتنياهو ألقى الجمعة، خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في قاعة شبه فارغة بعد انسحاب معظم الوفود احتجاجا على حرب الإبادة بقطاع غزة التي توشك على دخول عامها الثالث.
فيما شهد ميدان تايمز سكوير، القريب من مقر الأمم المتحدة بالتزامن مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف من المحتجين من ولايات أمريكية عدة، مرددين هتافات رافضة لاعتلاء نتنياهو منبر الأمم المتحدة، وتتهمه بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة بدعم أمريكي، خلفت 65 ألفاً و549 شهيداً و167 ألفاً و518 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.