وقال حاكم منطقة دونيتسك، فاديم فيلاشكين، الأحد، إنه جرى تسجيل قتيلين وثلاثة جرحى في هجمات بطائرات مسيّرة روسية استهدفت بلدات في شرق أوكرانيا، وأضاف عبر تطبيق "تليغرام" أن أحد القتلى سقط في بلدة ستاروريسكه جنوب غربي كراماتورسك، فيما لقي آخر حتفه في بلدة كوستانتينيفكا الصناعية، مردفاً بأن شخصاً أصيب في دروزكيفكا، دون أن يوضح نوع الأسلحة المستخدمة في الهجوم.
وجاءت هذه التطورات في ظل تبادل موسع للهجمات الجوية بين الجانبين خلال الليل، حيث أعلن سلاح الجو الأوكراني أن قوات الدفاع الجوي أسقطت 40 من أصل 62 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا على مناطق شمال وشرق البلاد، من طرازات "شاهد" و"جيربيرا" وطائرات خداعية أخرى.
ووفق بيان للسلاح، فإن الطائرات أُطلقت من مناطق روسية عدة، بينها ميلروفو وكورسك وأوريول وبريمورسكو-أختارسك، مشيراً إلى أن وحدات الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية والطائرات المسيرة وفرق النيران المتنقلة تصدت للهجمات التي ما تزال مستمرة حتى صباح الأحد.
كما أفادت هيئة الحماية المدنية الأوكرانية بتضرر مبانٍ سكنية في مدينة شاختارسكه بمنطقة دنيبروبتروفسك، مما أدى إلى إصابة 11 شخصاً، بحسب حاكم المنطقة فلاديسلاف هايفانينكو.
وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية دمّرت 45 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليلة الماضية فوق مقاطعات روسية متعددة، بينها سامارا وساراتوف وروستوف والقرم، وفق بيان نقلته وكالة "سبوتنيك".
وشهدت الليلة الماضية أيضاً هجمات روسية استهدفت منجم فحم في منطقة دنيبروبيتروفسك وموقعاً للطاقة في منطقة تشيرنيهيف شمالي أوكرانيا، ما تسبب بانقطاع الكهرباء عن نحو 55 ألف مستخدم، وفق شركتي الطاقة الأوكرانيتين "دي.تي.إي.كيه" و"تشيرنيهيف أوبلينيرغو".
وتأتي هذه التطورات ضمن موجة هجمات متصاعدة على شبكة الطاقة الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، تسببت بانقطاعات واسعة للكهرباء شملت أكثر من مليون مستخدم.
وفي الأراضي الروسية، أعلن حاكم بيلغورود، فياتشيسلاف غلادكوف، مقتل شخصين وإصابة ثالث إثر سقوط مسيّرة مفخخة على مشروع زراعي في قرية ياسني زوري قرب الحدود الأوكرانية.
وسياسياً، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يجب تجميد الحرب مع روسيا على طول خطوط المعركة الحالية قبل أن يدخل الجانبان في مفاوضات سلام، حتى مع استمرار نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مطالبة أوكرانيا بالتنازل عن منطقة دونيتسك بأكملها في الشرق إلى روسيا.
وتحدث زيلينسكي في مقابلة مع برنامج "قابل الصحافة مع كريستين ويلكر" على شبكة "إن بي سي"، والتي أجريت بعد اجتماعه في البيت الأبيض الجمعة مع الرئيس دونالد ترمب وجرى بثها أمس الأحد.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن زيلينسكي قوله: "أفهم أن علينا إنهاء هذه الحرب، وبدء هذا الإنهاء من المكان الذي يوجد به الجنود، من خط التماس.. إذا أردنا وقف هذه الحرب والذهاب إلى مفاوضات سلام بشكل عاجل وبطريقة دبلوماسية، نحتاج إلى البقاء حيث نحن، وليس إعطاء شيء إضافي لبوتين".
وطالب الرئيس الروسي، خلال مكالمة طويلة مع ترمب يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول بأن تتنازل كييف عن السيطرة الكاملة على دونيتسك كشرط لإنهاء الحرب، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأحد، نقلاً عن مسؤولين كبار لم يُكشَف عن هوياتهم، وكان زيلينسكي قد رفض مراراً التنازل عن أي أراضٍ من بلاده لروسيا.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها، ورغم مساعي الرئيس الأمريكي لوقف الحرب، لم تسفر جهود الوساطة عن أي تقدم ملموس نحو السلام.