جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان من مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول قُبيل توجهه إلى نيويورك، إذ قال: "ما يميز هذه الدورة من اجتماعات الجمعية العامة هو أنها ستشهد اعتراف عديد من البلدان بدولة فلسطين"، معبّراً عن أمله في أن يشكل ذلك دفعاً ملموساً باتجاه تطبيق حل الدولتين.
وفي هذا السياق، أشار أردوغان إلى أن تركيا كانت دائماً إلى جانب فلسطين، وستواصل دعمها الكامل للقضية الفلسطينية، مضيفاً: "أجرينا لقاءات موسعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أنقرة، وسنطرح في الأمم المتحدة قضية الشعب الفلسطيني إلى جانب المسألة القبرصية".
وأكد أردوغان أنه سيطرح أمام الجمعية العامة ما وصفه بـ"مجازر" إسرائيل في قطاع غزة، لافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيشارك في اجتماع إقليمي يركّز على الوضع في غزة، سيبحث خلاله الجهود المشتركة مع الدول الشقيقة لوقف نزيف الدم هناك.
وأوضح الرئيس التركي أنه سيلتقي نظيره الأمريكي خلال زيارته إلى واشنطن، حيث ستتناول المحادثات عدداً من القضايا الثنائية والإقليمية، بما يشمل التعاون في مجالي التجارة والصناعات الدفاعية.
وفي الشأن السوري، شدد أردوغان على أن تركيا لن تترك سوريا "وحيدة"، مؤكداً أن بلاده ستسخّر جميع إمكانياتها من أجل تعزيز قوة الدولة السورية واستقرارها، وقال: "نرجو أن تؤدي الأمم المتحدة دوراً إيجابياً في بناء سوريا واستقرارها"، مضيفاً أنه سيلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع على هامش اجتماعات الجمعية العامة.
كما وجّه أردوغان انتقادات إلى بنية الأمم المتحدة الحالية، معتبراً أنها لم تَعُد تلبي متطلبات الوضع الدولي الراهن، وقال: "منظومة الأمم المتحدة لا تناسب العالم الحالي... وهناك حاجة ملحّة إلى إصلاح المنظمة، ونحن مستعدّون لدعم هذه المساعي".
وذكر مراسل الأناضول أن طائرة أقلعت من مطار أتاتورك، حيث كان في مقدمة مودعيه نائبه جودت يلماز، ووالي إسطنبول داوود غُل.
ويرافق الرئيس التركي في رحلته عقليته أمينة أردوغان، وزراء الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، والخزانة المالية محمد شيمشك، والطاقة الموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار. كما يرافقه وزراء الصحة كمال مميش أوغلو، والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجر، والتجارة عمر بولاط، والأسرة والخدمات الاجتماعية ماهينور أوزدمير، إلى جانب رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة برهان الدين دوران، وكبير مستشاري الرئيس للسياسة الخارجية والأمن عاكف تشاغطاي قليتش، ورئيس مجلس حكماء منظمة الدول التركية بن علي يلدريم.
ومن المرتقب أن يلقي الرئيس التركي خطابه أمام الجمعية العامة، يوم الثلاثاء الموافق 23 سبتمبر/أيلول الحالي. وهذا الخطاب المرتقب للرئيس أردوغان هو الخامس عشر له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن تكون الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والاعتراف بدولة فلسطين، والخطوات التي يجب اتخاذها ضد تل أبيب على الساحة الدولية في هذا الإطار، ضمن أبرز النقاط التي سيطرحها أردوغان في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وإلى جانب الخطاب، من المنتظر أن يعقد أردوغان اجتماعات ثنائية مع عدد من رؤساء الدول والحكومات على هامش الدورة، إضافة إلى كلمة يلقيها يوم 22 سبتمبر/أيلول في مؤتمر بشأن فلسطين، وأخرى في قمة الأمم المتحدة للمناخ يوم 24 سبتمبر/أيلول.
وبين 28 و30 يوليو/تموز الماضي، عُقِد في نيويورك مؤتمر حل الدولتين برئاسة السعودية وفرنسا، وبمشاركة رفيعة المستوى وحضور فلسطين وغياب أمريكي، لدعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرباً على قطاع غزة، وصفتها منظمات حقوقية دولية بـ"الإبادة"، أسفرت عن استشهاد 65 ألفاً و174 فلسطينياً، وإصابة 166 ألفاً و 71 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف ووفاة 440 شخصاً جراء المجاعة، بينهم 147 طفلاً.