وانتقد حمد الله فطرت، نائب المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، في تدوينة له، الأحد، على "إكس" تلك التهديدات، داعياً واشنطن إلى تفادي تكرار "الفشل" الذي وقعت به في الماضي.
وأكد فطرت أن الحكومة الأفغانية شددت في جميع المباحثات الثنائية مع الولايات المتحدة على أن استقلال أفغانستان ووحدة أراضيها يحظى بأهمية كبيرة، وأضاف: "نجدد تأكيد ضرورة تبنّي سياسة واقعية وعقلانية بدلاً من تكرار المحاولات الفاشلة في الماضي".
ونوّه المسؤول الأفغاني إلى أن الولايات المتحدة تعهدت، بموجب اتفاقية الدوحة التي وقعتها عام 2020، بعدم تهديد أفغانستان أو ممارسة الضغط على وحدة أراضيها واستقلالها السياسي، داعياً واشنطن إلى التزام هذا التعهد.
من جهته، قال قائد الجيش الأفغاني فصيح الدين فطرت: "أخيراً، قال البعض إنهم دخلوا مفاوضات مع أفغانستان لاستعادة قاعدة باغرام الجوية"، وأضاف أن "الاتفاق حتى على شبر واحد من أراضي أفغانستان مستحيل. لسنا في حاجة إليه". حسب تصريحات أوردتها وسائل إعلام محلية، اليوم الأحد.
وأدت قطر دور الوسيط في مفاوضات بين واشنطن و"طالبان"، أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي، في 29 فبراير/شباط 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.
بدوره، قال زاكير جلالي، المسؤول في وزارة الخارجية الأفغانية، إن كابل وواشنطن بحاجة إلى التفاعل مع بعضهما البعض، وأضاف أن البلدين يمكنهما إقامة علاقات اقتصادية وسياسية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، دون حاجة الولايات المتحدة إلى وجود عسكري في أي منطقة من أفغانستان.
وأمس السبت، حذّر ترمب أفغانستان من "عواقب سيئة" في حال لم تُسلّم حكومتها قاعدة "باغرام" الجوية إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد يوم واحد من تصريحه بوجود محادثات ومفاوضات جارية مع كابل لاستعادة القاعدة وإعادة تأسيس وجود عسكري أمريكي محدود هناك.
وأشار ترمب إلى أن أحد أسباب رغبة الولايات المتحدة في استعادة القاعدة الجوية، الواقعة على بعد 50 كلم شمال العاصمة كابل، هو "أنها تبعد ساعة واحدة فقط من المكان الذي تصنع فيه الصين صواريخها وأسلحتها النووية".
وأقيمت القاعدة الكبيرة خلال الحرب الباردة، وشيّدتها في ذلك الحين الولايات المتحدة لحليفها الأفغاني لمساعدته على حماية نفسه بوجه الاتحاد السوفيتي إلى الشمال.
وكانت "باغرام" في السابق كبرى القواعد العسكرية الأمريكية بأفغانستان، وسُلّمت للجيش الأفغاني قبل وقت قصير من سيطرة طالبان على مقاليد السلطة في البلاد.
وبعد إخلاء القوات الأمريكية القاعدة مطلع يوليو/تموز 2021، استسلمت القوات الحكومية الأفغانية التي كانت في قاعدة "باغرام" الجوية في 15 أغسطس/آب من العام نفسه، لقوات حركة "طالبان".
يذكر أن التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2001، واستمر 20 عاماً، قبل أن تسحب واشنطن آخر قواتها من البلاد في 31 أغسطس/آب 2021، تاركة خلفها مئات المواطنين الأمريكيين، وآلاف الأفغان الذين عملوا معها، فضلاً عن معدات وأسلحة بملايين الدولارات.