وقالت حكومة إستونيا إن ثلاث طائرات عسكرية روسية اخترقت المجال الجوي للبلاد لمدة 12 دقيقة في "وقاحة لم يسبق لها مثيل"، وذلك في أحدث إجراء عسكري روسي يثير غضب حلف شمال الأطلسي.
وذكر ميشال أنّ بلاده ستطلب من حلف شمال الأطلسي تفعيل المادة الرابعة، التي تنص على إجراء مشاورات بين الحلفاء في حال وجود تهديد لأحد أعضائه.
في السياق، أشار وزير الخارجية الإستوني مارجوس تساهكنا، إلى أنّ "روسيا انتهكت المجال الجوي لبلاده أربع مرات هذا العام، وهو أمر غير مقبول في حد ذاته، لكنّ انتهاك اليوم، الذي دخلت خلاله ثلاث طائرات مقاتلة مجالنا الجوي، يُعد وقاحة لم يسبق لها مثيل".
وتابع تساهكنا قائلاً: "يجب الرد على ازدياد اختبار روسيا للحدود وعدوانيتها، بتعزيز سريع للضغط السياسي والاقتصادي".
تأتي هذه الواقعة وسط توتر على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي وبعد مرور ما يزيد على أسبوع واحد من اختراق ما يزيد على 20 طائرة مسيَّرة روسية المجال الجوي لبولندا، ما دفع طائرات الحلف إلى إسقاط بعضها، فيما وصفه مسؤولون غربيون بأنه اختبار من روسيا لجاهزية الحلف وعزيمته.
ولم تدلِ واشنطن بتصريحات تُذكَر عندما اخترقت مسيَّرات روسية المجال الجوي لبولندا هذا الشهر، ولم تشارك بشكل مباشر في اعتراضها، ما أثار قلقاً بالغاً بين أعضاء الحلف الذين شككوا في التزام ترمب الدفاع عنهم في حال تعرضهم لهجوم روسي. ووصف الحلف ما فعلته روسيا بأنه "إجراء طائش".
وقال متحدث باسم حلف شمال الأطلسي: "انتهكت طائرات روسيا المجال الجوي لإستونيا في وقت سابق من اليوم، وتحرك الحلف على الفور واعترض الطائرات الروسية. هذا مثال آخر على السلوك الروسي المتهور وقدرة الحلف على الرد".
من جانبها، شددت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، في تصريحات نقلها متحدث باسمها، على أنّ اختراق المجال الجوي لإستونيا لم يكن "عارضاً".
وأفاد المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أليسون هارت، بأن الحلف سيجتمع الأسبوع المقبل، لمناقشة تفاصيل "التوغل الروسي".
في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية انتهاك طائراتها المقاتلة للمجال الجوي لإستونيا، وقالت إنها "حلَّقت فوق المياه المحايدة لبحر البلطيق في طريقها من شمال غربي روسيا إلى جيب كالينينغراد الروسي على بحر البلطيق".
وأضافت الوزارة في منشور عبر منصة تلغرام أنها "نفَّذت الرحلة بما يتوافق تماماً مع القواعد الدولية التي تحكم المجال الجوي، دون انتهاك حدود الدول الأخرى، وهو ما أكدته عمليات تفتيش مستقلة"، مؤكدةً أنه "لم تنحرف الطائرات الروسية عن مسارها المتفق عليه خلال الرحلة، ولم تنتهك المجال الجوي لإستونيا".