وجاء التصويت بعد أن فعّلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في 28 أغسطس/آب الماضي آلية مدتها 30 يوماً لإعادة فرض العقوبات، متهمة طهران بعدم التزام الاتفاق النووي الموقع عام 2015 لمنعها من تطوير أسلحة نووية.
وصوتت روسيا والصين وباكستان والجزائر لصالح المشروع، فيما عارضه تسعة أعضاء وامتنع اثنان عن التصويت، وأتاح تصويت مجلس الأمن فرصة لتكثيف الدبلوماسية على مدى أسبوع، في الوقت الذي يجتمع فيه قادة العالم، ومن بينهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إن نتيجة التصويت "تضعف الدبلوماسية وتخاطر بعواقب خطيرة على منع الانتشار النووي"، مؤكداً أن بلاده ستقرر "مع من وعلى أي أساس ستتعامل" مستقبلاً.
وأشار إيرواني إلى اجتماع مرتقب لوزير الخارجية عباس عراقجي مع نظرائه الأوروبيين في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واقترحت الدول الأوروبية الثلاث تأجيل إعادة فرض العقوبات لمدة تصل إلى ستة أشهر في حال سمحت طهران بعودة تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وناقشت مخاوف بشأن مخزونها من اليورانيوم المخصب وانخرطت في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.
وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، أمام مجلس الأمن إنه "بدون استيفاء هذه الشروط الأساسية، لن يكون هناك طريق واضحة لحل دبلوماسي سريع"، وأضافت: "يؤسفنا أن إيران تتقاعس حتى الآن عن اتخاذ هذه الخطوات، ندعوها إلى التحرك الآن".
من جانبها، أكدت القائمة بأعمال السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، أن رفض مشروع القرار "لا يعيق إمكانية ممارسة دبلوماسية حقيقية"، مشيرة إلى أن الرئيس دونالد ترمب لا يزال مستعداً لحوار مباشر ومحدد المدة مع إيران قبل انتهاء المهلة أو بعدها.
فيما قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جيروم بونافون، إن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا التقوا بنظيرهم الإيراني مرتين منذ بدء عملية إعادة فرض العقوبات التي تستمر 30 يوماً، وأضاف أمام المجلس قبل التصويت: "لا تزال يدنا ممدودة لإيجاد حل عبر التفاوض".
في المقابل، اعتبرت روسيا والصين أن المساعي الأوروبية لإعادة فرض العقوبات "تضر بالجهود الدبلوماسية" وقد تؤدي إلى "عواقب كارثية"، فيما أعدتا مشروع قرار بديل لتمديد اتفاق 2015 ستة أشهر دون طرحه للتصويت بعد.
وفي سياق متصل، ندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال اتصال هاتفي الجمعة مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي بـ"الضغط غير العادل" الذي تتعرض له بلاده، مؤكداً رفض طهران لأي "تحرك سياسي أو ضغط قد يفضي إلى تصعيد التوترات".
وحمل عراقجي الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث "المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا العمل".
وبدأت المفاوضات النووية في نيسان/أبريل الماضي بين إيران والولايات المتحدة، إلّا أنها توقفت بعد الهجمات التي شنّتها إسرائيل وواشنطن على إيران.
وفي 13 يونيو/حزيران الماضي، شنت إسرائيل حرباً مفاجئة على إيران استمرت 12 يوماً، وتخللتها ضربات متبادلة أسفرت عن مئات القتلى والجرحى بين الجانبين، قبل أن تعلن واشنطن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في 24 من الشهر ذاته، وسط مزاعم متبادلة بتحقيق النصر.