يأتي ذلك غداة شن إسرائيل غارات جوية مكثفة على 5 بلدات جنوبي لبنان، وهو ما ندد به الجيش اللبناني، محذرا من أن هذا التصعيد يعرقل تنفيذ خطته العسكرية المتعلقة بالانتشار وحصرية السلاح جنوب منطقة نهر الليطاني.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية مساء الجمعة بـ"سقوط شهيد" إثر استهداف مسيرة إسرائيلية سيارة في بلدة أنصار، بقضاء النبطية (جنوب)، دون تحديد هوية الضحية.
وأضافت الوكالة أن مسيرة إسرائيلية شنت قصفاً في حي القلعة، بين بلدتي حاروف، والدوير، بالقضاء ذاته، دون أن توضح هدف الغارة، وما إذا نجم عنها سقوط ضحايا من عدمه.
وفي وقت سابق الجمعة، ذكر المصدر ذاته، أن مسيرة إسرائيلية أغارت على سيارة قرب المستشفى الحكومي في بلدة تبنين، في قضاء بنت جبيل (جنوب)، وقالت وزارة الصحة اللبنانية، عبر بيان، إنها أدت إلى "استشهاد شخص وإصابة 11 آخرين"، دون تحديد هويات الضحايا.
وكانت وكالة الأنباء اللبنانية ذكرت في وقت سابق أن طائرة مسيّرة إسرائيلية أغارت على السيارة قرب المستشفى، في حين أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذيفتين مضيئتين باتجاه منطقة حرجية في بلدة يارون بقضاء بنت جبيل بهدف إشعال حريق فيها.
وفي تعليق على التصعيد الإسرائيلي، اعتبرت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، الجمعة، أن الغارات الإسرائيلية تمثل "انتهاكاً واضحاً وصريحاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وتشكل تهديداً مباشراً للاستقرار الهش في البلاد".
وقالت "اليونيفيل" في بيان، إن "الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في الجنوب الليلة الماضية تقوض ثقة المدنيين بإمكانية التوصل إلى حل سلمي للنزاع"، مؤكدة استمرارها في دعم الأطراف لتنفيذ القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني.
وأوضحت أن بعض وحدات حفظ السلام اضطرت إلى الانتقال إلى أماكن آمنة في منطقتي دير كيفا وبرج قلاوية نتيجة القصف، محذّرة من أن الاعتداءات "عرّضت بشكل خطير حياة الجنود اللبنانيين وعناصر اليونيفيل والمدنيين للخطر".
ودعت القوات الأممية جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى "التوقف الفوري عن شن أي غارات إضافية، والالتزام بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية"، كما طالبت جميع الأطراف بـ"التزام أحكام القرار 1701 التزاماً كاملاً وتفاهُم وقف الأعمال العدائية".
وأمس الخميس، شنت مقاتلات إسرائيلية خمس غارات استهدفت بلدات ميس الجبل وكفر تبنيت ودبين وبرج قلاوي في محافظة النبطية والشهابية بقضاء صور بزعم استهداف "بنى تحتية عسكرية لحزب الله".
فيما حذر الجيش اللبناني الخميس من أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف الأعمال العدائية يعرقل تنفيذ خطته المتعلقة بالانتشار وحصرية السلاح جنوب نهر الليطاني.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدواناً على لبنان تحول في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة، أسفرت عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفاً.
ورغم التوصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، فإن الأخيرة خرقته أكثر من 4500 مرة، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 271 شخصاً وإصابة 611 آخرين، وفق بيانات رسمية لبنانية.
ولا تزال إسرائيل تحتل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.