وذكرت الفرقة السادسة مشاة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان، أن "ميليشيا قوات الدعم السريع ارتكبت جريمة بشعة بقصف المصلين في مسجد الصافية، في أثناء صلاة فجر الجمعة، عبر طائرة مسيّرة"، منوهةً إلى أن القصف أدى إلى وقوع أكثر من 75 قتيلاً بينهم نازحون، إلى جانب إصابة آخرين.
في السياق ذاته، ذكر البيان أن "قوات الجيش والقوة المشتركة والقوات المساندة له، تمكنت من صد هجوم شنته الميليشيا على منطقة سوبر كام بالفاشر، وكبَّدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات".
ولم تُصدر قوات الدعم السريع السودانية أي تعقيب على اتهامات الجيش بقصف المسجد في مدينة الفاشر، لكنها عادةً ما تدَّعي تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين خلال الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من سنتين.
وفي وقت سابق الجمعة، قالت شبكة أطباء السودان، إن 43 شخصاً قُتلوا بقصف جوي لـ"قوات الدعم السريع" استهدف مسجداً بالفاشر، قبل أن يتحدث الجيش السوداني عن ارتفاع أرقام الضحايا.
من جانبه، شدد مجلس السيادة الانتقالي بالسودان في بيان، على أن هذا القصف للمسجد "جريمة يندى لها جبين الإنسانية"، مضيفاً أنّ "استهداف المواطنين الأبرياء أضحى نهجاً ثابتاً لهذه الميليشيا المتمردة (الدعم السريع)، التي تواصل جرائمها على مرأى ومسمع من كل العالم".
بدوره، أدان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان (أوتشا)، في بيان، استهداف مسجد الصافية، الواقع في حي الدرجة الأولى، قرب مخيم أبو شوك للنازحين بالفاشر.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان دينيس براون، عبر بيان: "أشعر بقلق بالغ إزاء الهجوم الذي وقع اليوم (الجمعة) واستهدف مسجداً بالقرب من معسكر أبو شوك، في حي الدرجة الأولى بالفاشر، وأودى بحياة العشرات من المدنيين الذين كانوا يؤدون الصلاة فيه".
وأضاف براون أن "القانون الإنساني الدولي يُلزم بحماية المساجد والمدنيين الذين يتعبدون فيها، كما أن توجيه هجمات متعمدة ضد المباني المخصصة للعبادة يُعد جريمة حرب"، مؤكداً أنه "يجب التحقيق في هذا الهجوم، الذي نُسبت مسؤوليته إلى قوات الدعم السريع، ومحاسبة مرتكبيه".
وأشار براون إلى أن "الحصار المتواصل على الفاشر أدى بالفعل إلى أزمة إنسانية حادة، إذ قُطعت الإمدادات من غذاء ودواء ومواد منقذة للحياة". وتابع: "من الضروري تسهيل وصول المساعدات الإنسانية من كوادر وإمدادات إلى جميع المحتاجين".
وتفرض قوات الدعم السريع حصاراً على الفاشر، منذ 10 مايو/أيار 2024، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك بوصفها مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حرباً أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، حسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدَّرت دراسة أعدَّتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.