جاء ذلك في بيان نشرته على منصة تليغرام، عقب غارات اسرائيلية استهدفت مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في خرق جديد لاتفاق وقف النار، حيث كان من المقرر أن تسلم القسام جثمان المحتجز الإسرائيلي الإضافي عند الساعة 20:00 بتوقيت غزة، بعد العثور عليه في وقت سابق اليوم بالقطاع.
وأكدت "القسام" أن أي تصعيد إسرائيلي "سيعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين، مما سيؤدي لتأخير استعادة الاحتلال (الإسرائيلي) لجثث قتلاه".
وجاء بيان القسام بعد لحظات من إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توجيه "في ختام مشاورات أمنية القيادة العسكرية بتنفيذ هجمات قوية بشكل فوري على قطاع غزة".
وفي وقت سابق مساء الثلاثاء، أعلنت كتائب القسام عزمها تسليم جثة أسير إسرائيلي جديد عُثر عليها داخل أحد الأنفاق في قطاع غزة، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت الكتائب في بيان عبر منصة تليغرام: "ستسلم كتائب الشهيد عز الدين القسام جثة أحد أسرى الاحتلال، التي عُثر عليها قبل قليل في مسار أحد الأنفاق في قطاع غزة، عند الساعة 20:00 بتوقيت غزة".
يأتي ذلك في وقت يعقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً لتقييم تعامل حماس مع ملف إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين، وفق تعبير هيئة البث العبرية الرسمية.
من جانبها، قالت حركة حماس، إن إسرائيل تتبع "سياسة ممنهجة لإعاقة جهود البحث" عن رفات جنودها في غزة، مطالبة الوسطاء بالتدخل الفوري.
وقالت الحركة في بيان: "الاحتلال يواصل اتباع سياسة ممنهجة تقوم على منع وإعاقة الجهود الهادفة إلى البحث عن جثامين جنوده داخل قطاع غزة"، مشيرة إلى أن إسرائيل رفضت "بشكل صريح دخول فرق مشتركة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمقاومة الفلسطينية إلى عدة مناطق في القطاع للقيام بهذه المهمة".
كما أوضحت أن إسرائيل "تمنع إدخال الآليات والمعدات الثقيلة اللازمة لتسريع عمليات البحث عن الجثامين"، وتعرقل في الوقت ذاته "انتشال جثامين الشهداء الفلسطينيين من تحت الركام، ما يضاعف معاناة ذويهم".
وأكدت حماس أن "مزاعم الاحتلال حول تباطؤ المقاومة في التعامل مع الملف لا أساس لها من الصحة، وتهدف لتضليل الرأي العام"، محذّرة من أن إسرائيل "تسعى لفبركة ذرائع زائفة تمهيداً لاتخاذ خطوات عدوانية جديدة ضد شعبنا، في تجاوز صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار".
وطالبت الحركة الوسطاء والجهات الضامنة للاتفاق بـ"تحمّل مسؤولياتهم إزاء هذه العراقيل الخطيرة، وإجبار الاحتلال على السماح بإنجاز المهام الإنسانية بعيداً عن الحسابات السياسية والعدوانية".
وحتى الآن، أفرجت حماس عن الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء وسلّمت جثامين 17 ومن أصل 28، بينما تدعي إسرائيل أن إحدى الجثامين المسلّمة ليست لأي من أسراها. وتربط إسرائيل بدء التفاوض على المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلّمها بقية الجثث، في حين تؤكد الحركة أن عمليات البحث معقدة وتستغرق وقتاً بسبب الدمار الهائل في غزة.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن أكثر من 9500 فلسطيني ما زالوا في عداد المفقودين تحت أنقاض الأبنية المدمرة بفعل الغارات الإسرائيلية. بينما يقبع أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، بينهم نساء وأطفال، يعانون "ظروفاً قاسية وتعذيباً ممنهجاً"، وفق تقارير حقوقية.
وكانت إسرائيل قد تسلّمت مساء الاثنين جثة أسير جديد عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، التي أنهت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على القطاع المستمرة منذ عامين.
وخلّفت هذه الإبادة 68 ألفاً و531 شهيداً فلسطينياً، و170 ألفاً و402 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.













