وجاء ذلك عقب تقديم ألبانيزي تقريرها بعنوان "إبادة غزة: جريمة جماعية" أمام اللجنة الاجتماعية والإنسانية والثقافية (اللجنة الثالثة) للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة في نيويورك.
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان، إن التقرير "يُعد في غاية الأهمية لما يتضمنه من حقائق وبيانات قانونية توثّق جرائم الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدة أنه "يكشف بوضوح حجم التواطؤ والدعم الدولي الممنوح لإسرائيل، من خلال الغطاء الدبلوماسي والسياسي والعسكري، الذي حوّل الإبادة في غزة إلى جريمة جماعية يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليتها القانونية والأخلاقية".
وشدد البيان على ضرورة أن يشكل التقرير "نقطة تحول في موقف المجتمع الدولي"، مشيراً إلى أن "الإبادة الجارية في غزة ليست مأساة إنسانية فحسب، بل اختبار حقيقي لقدرة النظام الدولي على صون مبادئ العدالة والمساواة وسيادة القانون".
وفي كلمتها، قالت ألبانيزي إن دعم بعض الدول لسياسات إسرائيل الاستيطانية "تحوّل لاحقاً إلى إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني"، مؤكدة أن "هذه الأحداث المروعة ليست انحرافاً، بل ذروة عقود من الفشل الأخلاقي والسياسي في نظام عالمي استعماري يُدار عبر منظومة تواطؤ دولي".
وتحدثت المقررة الأممية عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وقالت إنها لم تتمكن من المشاركة حضورياً في الاجتماع الأممي، بسبب العقوبات التي فرضت عليها من الولايات المتحدة.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، فرض عقوبات على ألبانيزي التي وثقت الإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين بقطاع غزة في عدة تقارير، وطالبت بملاحقة الجهات والشخصيات الضالعة فيها.
وأشارت إلى أن "عديداً من الدول سلّحت إسرائيل ومولتها وحمتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر أفعال غير قانونية وإهمال متعمد"، ما أدى إلى تحوّل "الاستيطان الاستعماري إلى إبادة جماعية، هي أعظم جريمة ارتُكبت ضد الشعب الفلسطيني".
وبيّنت ألبانيزي أن أكثر من 240 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح سقطوا جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال العامين الماضيين، بينما لا يزال آلاف آخرون مفقودين تحت الأنقاض أو داخل السجون الإسرائيلية.
وبدأت إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة استمرت عامين، أسفرت عن استشهاد 68 ألفاً و531 شخصاً وإصابة 170 ألفاً و402 آخرين، وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، توصلت إليها حركة حماس وإسرائيل بوساطة مصر وقطر وتركيا ورعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في غزة، كثّفت إسرائيل الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في الضفة وقالت ألبانيزي: "هذه الأحداث المروعة ليست انحرافاً، بل هي ذروة عقود من الفشل الأخلاقي والسياسي في نظام عالمي استعماري يُدار من خلال منظومة تواطؤ عالمي".
وأكدت أن "التقاعس الدولي عن محاسبة إسرائيل سمح بترسيخ نظام فصل عنصري واستعمار استيطاني طويل الأمد"، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لضمان العدالة والمساءلة.













