واتهمت إسرائيل حركة حماس بخرق الاتفاق، فيما نفت الأخيرة مسؤوليتها مؤكدة التزامها الهدنة، معتبرة أن تل أبيب "تختلق الذرائع لتبرير جرائمها".
وأصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوامر بـ"تحرك قوي" ضد أهداف في غزة، قبل أن يعلن جيش الاحتلال لاحقاً استئناف وقف إطلاق النار بعد "غارات محدودة" الأحد.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأحد، إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس لا يزال قائماً، وأضاف للصحافيين في الطائرة الرئاسية عندما سئل عما إذا كان وقف إطلاق النار لا يزال قائماً: "نعم إنه كذلك".
وأشار ترمب إلى أن قيادة حماس لم تكن متورطة في أي خروق، بينما ألقى باللوم على من وصفهم "بعض المتمردين داخل الحركة"، وأضاف: "لكن على أي حال، سيجري التعامل مع الأمر كما يجب.. سيجري التعامل معه بحزم، لكن كما يجب".
مزاعم إسرائيلية
وفي وقت سابق مساء الأحد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه استأنف تطبيق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد سلسلة هجمات واسعة نفذتها قواته بالقطاع خلفت عشرات الشهداء والجرحى، رداً على مزاعم "خرق" حماس للاتفاق، وهو ما نفته الحركة.
وقال جيش الاحتلال في بيان: "وفقاً لتوجيهات المستوى السياسي، وبعد سلسلة من الهجمات الكبيرة، بدأ الجيش إعادة تطبيق وقف إطلاق النار بعد خرقه من تنظيم حماس"، على حد تعبيره.
وزعم الجيش أن قواته "ستواصل فرض اتفاق وقف إطلاق النار، وسترد بقوة على أي خرق للاتفاق"، وأشار إلى أن الخطوة تأتي بعد ما وصفه بـ"انتهاك واضح من قبل حماس لبنود التفاهمات".
بدورها، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن الجيش نفذ أكثر من 10 هجمات في جنوب غزة خلال الموجة الأخيرة.
وجاءت غارات جيش الاحتلال بزعم أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا صواريخ مضادة للدروع نحو آلات هندسية تابعة له، إلا أن كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحماس، أكدت في بيان، التزامها الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وأن لا علم لها بالاشتباكات في مدينة رفح التي تقع ضمن "المناطق الحمراء" تحت سيطرة جيش الاحتلال.
من جهتها، أكدت حماس، في وقت لاحق، تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار وأنها تعمل على تنفيذ بنوده "بكل دقة ومسؤولية".
وشددت الحركة، في بيان، على أن إسرائيل هي من تواصل ارتكاب خروقات للاتفاق، أدت منذ دخوله حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إلى استشهاد 46 فلسطينياً وإصابة 132 آخرين، فضلاً عن عدم التزامها إدخال المساعدات ومناطق الانسحاب والإفراج عن الأسرى من النساء والأطفال.
ويستند اتفاق وقف إطلاق النار إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، التي تقوم إضافة لوقف الحرب، على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس، وإدخال مساعدات إلى القطاع.
وتواصل إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وُقفت بموجب اتفاق برعاية أمريكية بعد مرور عامين، إلا أنها سرعان ما خرقت الاتفاق واستأنفت الحرب بزعم رصد نشاط مسلح في جنوب القطاع.
وخلفت الحرب 68 ألفاً و159 شهيداً، و170 ألفاً و203 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، وألحقت دماراً طال 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع.