وأعلن السيسي، في كلمته بندوة بالجيش المصري بمناسبة ذكرى حرب السادس من أكتوبر، أن "مصر ستستضيف في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار قطاع غزة"، وفق بيان للرئاسة المصرية.
كما دعا الشعبَ المصري إلى المساهمة الفاعلة في جهود الإعمار، تعبيراً عن التضامن والمسؤولية والمحبة تجاه الأشقاء الفلسطينيين، بحسب البيان.
وكلف السيسي "رئيس مجلس الوزراء المصري (مصطفى مدبولي) بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات المعنية بالدولة لدراسة إنشاء آلية وطنية لجمع مساهمات وتبرعات المواطنين في إطار تمويل عملية إعادة الإعمار".
إعمار بقيادة فلسطينية
من جانبه، قال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد مصطفى، اليوم الأحد، إن إعادة إعمار قطاع غزة يجب أن تكون بقيادة فلسطينية، ودعم عربي ودولي.
جاء ذلك خلال لقائه في رام الله، مع المجلس التنسيقي للقطاع الخاص، بمشاركة أعضائه من قطاع غزة عبر تقنية الفيديو، وبحضور عدد من الوزراء، وفق بيان من مكتبه وصل الأناضول نسخة منه.
وأضاف مصطفى أن "العمل جارٍ مع الأشقاء المصريين لاستكمال التحضيرات لعقد مؤتمر المانحين، المزمع عقده الشهر القادم في القاهرة".
وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/آذار الماضي، لإعادة الإعمار في غزة من دون تهجير الفلسطينيين، وتستغرق 5 سنوات بتكلفة نحو 53 مليار دولار.
وشدّد مصطفى على أن "إعادة الإعمار يجب أن تكون بقيادة فلسطينية، ودعم عربي، وإسناد دولي"، وأكد الحاجة إلى توافق وطني "هدفه المصلحة العامة واستقطاب الدعم الدولي".
وأضاف أن "إدارة غزة والترتيبات الإدارية ستكون مبنية على أسس وطنية ومهنية ومؤسسات وطنية قوية وموحدة"، وشدّد على الدور "المهم والمحوري" للقطاع الخاص الفلسطيني في مرحلة التعافي وإعادة الإعمار بقطاع غزة.
وتقدر الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار غزة بنحو 70 مليار دولار، جراء تداعيات سنتين من حرب الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي.
وبجانب الدمار المادي الهائل، قتلت إسرائيل في حرب الإبادة بغزة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وعلى مدار سنتين، 68 ألفاً و159 شهيداً، و170 ألفاً و203 جرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينياً بينهم 157 طفلاً.
وتوصلت حركة حماس وإسرائيل، في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، استناداً إلى خطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وفي اليوم التالي دخلت المرحلة الأولى من الاتفاق حيّز التنفيذ.
والخميس، أعلنت "حكومة غزة" أن القطاع أصبح "منطقة منكوبة بيئياً وإنشائياً" جراء الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي خلفت نحو 70 مليون طن من الركام، وقرابة 20 ألف قذيفة وصاروخ غير منفجرة تشكل خطراً دائماً على المدنيين.