ومن المقرر أن يعقد المؤتمر الدولي رفيع المستوى، في وقت لاحق الاثنين بقيادة فرنسا والمملكة العربية السعودية، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية.
وبسبب قيود التأشيرات على مشاركة الوفد الفلسطيني حضورياً في المؤتمر، من المنتظر أن يشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المؤتمر عبر اتصال مرئي، بعد أن رفضت واشنطن منح تأشيرات لوفد فلسطيني يضم نحو 90 شخصاً كان من المقرر أن يحضر المؤتمر الذي يستمر يوماً واحداً.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه كل من بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها رسمياً بدولة فلسطين، الأحد، في حين أنه من المتوقع أن تعلن فرنسا اعترافها خلال المؤتمر.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع قناة "سي بي إس" أمس الأحد، "إذا أردنا عزل حماس، فإن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وخطة السلام المرافقة له يشكلان شرطاً مسبقاً، الفلسطينيون يريدون وطناً، وإذا لم نقدم لهم أفقاً سياسياً سيعلقون مع حماس باعتبارها الحل الوحيد".
وتتوقع باريس أن تنضم إليها دول أوروبية صغيرة مثل أندورا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وسان مارينو، ليصل العدد الإجمالي إلى 11 دولة جديدة، وبذلك يرتفع عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى 147 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، وفق إحصاءات وكالة الأنباء الفرنسية.
ونهاية أغسطس/آب الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية ماركو روبيو، قرر إلغاء تأشيرات دخول عباس وعدد من مسؤولي السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وذلك قبل انعقاد الاجتماعات السنوية للجمعية العامة الأسبوع الحالي.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة الماضي، قراراً يسمح للرئيس الفلسطيني محمود عباس، بإلقاء خطاب إلى الأعضاء عبر تسجيل مصوَّر في اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة المقرر عقدها الأسبوع الحالي.
وتشكل القضية الفلسطينية أبرز القضايا المطروحة على طاولة النقاشات خلال أعمال الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لإطلاق إسرائيل حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تجاوز عدد الشهداء في القطاع المحاصر 65 ألف مدني، وتزامن ذلك مع ازدياد عدد الدول المنددة بانتهاكات إسرائيل في هذا الإطار.
وخلال هذه الفترة لم تسمح إسرائيل حتى بإدخال المساعدات الإنسانية والأدوية إلى المدنيين في غزة، ما أثار استهجان وحفيظة عدد كبير من قادة وزعماء دول غربية كبرى، فضلا عن سيل من التنديدات والإدانات لدى الرأي العالمي.
ويشكل اعتراف دول غربية ذات وزن في العالم الغربي بدولة فلسطين، مثل بريطانيا وكندا وأستراليا قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، عاملاً مهماً في زيادة عزلة الإدارة الأمريكية سياسياً جراء دعمها غير المشروط لإسرائيل.
ومن أهم مؤشرات هذه العزلة، عقد مؤتمر دولي رفيع بشأن فلسطين، بناء على مقترح قدمته كل من فرنسا والسعودية، وسط إصرار زعماء العالم على تنفيذ حل الدولتين.
وأمام هذا المشهد، تصف الإدارة الأمريكية المؤتمر بأنه خطوة "تشجع حماس أكثر"، زاعمة أن ذلك يطيل أمد الحرب من خلال تقويض الجهود الدبلوماسية.
ولا تكتفي الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب حكومة تل أبيب فحسب، بل توفر لها أيضا الحماية السياسية والدعم العسكري المستمر.
وأحدث أوجه هذا الدعم اللا محدود، هو إعلان إدارة ترمب مؤخراً عن خطتها المتمثلة بصفقة أسلحة ومعدات عسكرية جديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بقيمة تزيد عن 6 مليارات دولار.