وأفادت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة عبر منصة "فيسبوك"، بأن الأسطول يواصل تقدمه باتجاه القطاع المحاصر، فيما أكد أحد النشطاء على متن القارب "ألما" أنهم أصبحوا على بُعد 430 ميلاً بحرياً (692 كيلومتراً) من غزة، موضحاً أنهم يتعرضون لطلعات متكررة من طائرات مسيرة، لكنهم مصرّون على مواصلة الإبحار "رغم التهديدات الإسرائيلية".
وكان "أسطول الصمود المغاربي"، أحد مكونات التحالف، أعلن في وقت سابق أنه تجاوز المياه الإقليمية اليونانية رغم تحليق طائرات عسكرية مجهولة فوق سفنه مرتين خلال أسبوع.
وانطلق الأسطول في نهاية أغسطس/آب من ميناء برشلونة الإسباني، تبعته قافلة أخرى من ميناء جنوى الإيطالي مطلع سبتمبر/أيلول، محمّلة بمساعدات إنسانية أبرزها المستلزمات الطبية. ويشارك فيه أكثر من 500 ناشط من 40 دولة، ضمن تحالف يضم "اتحاد أسطول الحرية"، و"حركة غزة العالمية"، و"قافلة الصمود"، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
وفي السياق، غادر أمس السبت "أسطول الحرية" المكوّن من 10 سفن محمّلة بمساعدات إنسانية ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية الإيطالية، وعلى متنه نحو 60 شخصاً من 15 جنسية مختلفة بينهم برلمانيون فرنسيون وأوروبيون.
ومن المتوقع أن ينضم هذا الأسطول الجديد، الذي ينظمه تحالف أسطول الحرية ومنظمة "ثاوزند مادلين"، إلى سفن "أسطول الصمود" قبالة جزيرة كريت اليونانية، التي تضم أكثر من 50 قارباً ومئات النشطاء من نحو 45 دولة.
وأكد المنظمون في بيان صحفي، أن "هذه البعثات المدنية تشير إلى أنّ المطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي لا يمكن إسكاتها أو ردعها"، موضحين أن السفن تحمل إمدادات طبية وأغذية جافة.
وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع.
وشدد الاحتلال الإسرائيلي الحصار منذ 2 مارس/آذار الماضي عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعاً أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وتسمح إسرائيل أحياناً بدخول مساعدات محدودة جداً لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوَّعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة بدعم أمريكي، خلّفت 65 ألفاً و926 شهيداً و167 ألفاً و783 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.