وفي أحدث الهجمات، استُهدف تجمع مدني في سوق مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد 12 شخصاً بينهم أطفال وإصابة 60 آخرين، وفق مستشفى العودة.
كما تركزت الهجمات على أحياء مدينة غزة، حيث استشهد 42 شخصاً في قصف مكثف، بينهم 11 من عائلة الشرفا في حي التفاح و9 من عائلة بكر في مخيم الشاطئ. كما استشهد 8 مدنيين في حي الدرج و5 في محيط مفترق العباس، بينما استهدفت الطائرات الإسرائيلية منازل وأحياء في الرمال وتل الهوى والشجاعية.
ووسط القطاع، شهدت مناطق النصيرات والزوايدة ودير البلح ومحور نتساريم قصفاً عنيفاً أدى إلى استشهاد 25 فلسطينياً، بينهم الصحفي محمد الداية الذي استُهدف داخل خيمة نزوح بدير البلح. كما استشهد 5 مدنيين من منتظري المساعدات قرب مركز توزيع أمريكي-إسرائيلي بالمحور نفسه.
وفي خان يونس ورفح، استُشهد 7 فلسطينيين في قصف استهدف منازل وخيام نزوح، بينما أصيب آخرون من المنتظرين للمساعدات في منطقة الشاكوش برفح.
وفي سياق متصل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، السبت، ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 252، وذلك بعد استشهاد صحفي بقصف إسرائيلي استهدف خيمة في مدينة دير البلح.
وقال المكتب الحكومي في بيان: "ارتفع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 252، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وذلك بعد الإعلان عن استشهاد الصحفي محمد الداية الذي يعمل في المركز الفلسطيني للإعلام"، مديناً "استهداف وقتل واغتيال الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج".
1903 شهداء في "مناطق آمنة" مزعومة
وفي غضون ذلك، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال قتل 1903 مدنيين فلسطينيين في محافظات الوسطى والجنوب منذ 11 أغسطس/آب 2025، وهو ما يمثل 46% من إجمالي ضحايا القطاع، جراء 133 هجوماً بالصواريخ والقذائف.
ورغم ادعاء إسرائيل أن مناطق مثل المواصي "آمنة"، أكد المكتب في بيان، أن القصف المتكرر على تلك المناطق المزدحمة بالنازحين يثبت عكس ذلك.
وخلال الأسبوعين الماضيين، كثف الجيش إنذاره للفلسطينيين في مدينة غزة بمغادرتها والتوجه نحو جنوبي القطاع، بخاصة منطقة المواصي التي تضم نحو مليون نازح فلسطيني وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وتمتد من غرب خان يونس وحتى غرب رفح.
وقال المكتب: "نتابع بقلق بالغ الادعاءات الكاذبة التي يروج لها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تزعم أن محافظات الوسطى والجنوب هي مناطق إنسانية وآمنة، ودعوته شعبنا في محافظتي غزة والشمال إلى التوجه نحوها".
وأكد أن ذلك "مؤشر على استهداف الاحتلال المباشر للمدنيين واستخدام أساليب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري كأدوات حرب ممنهجة"، محملاً إسرائيل والأطراف الداعمة لها، وعلى رأسها الولايات المتحدة وألمانيا، "المسؤولية الكاملة عن استمرار الجرائم".
عائلات الأسرى: نتنياهو يطيل الحرب
واتهمت عائلات الأسرى الإسرائيليين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باختيار توسيع الحرب في غزة ونسف فرص التوصل إلى اتفاق لإعادتهم، رغم أن حياة أبنائهم الأسرى معرضة للخطر.
جاء ذلك في بيان نشرته هيئة عائلات الأسرى، السبت، بحسابها على منصة "إكس"، قالت فيه إنه "منذ ما يقرب من عامين، تعيش دولة إسرائيل أوقاتاً عصيبة"، داعية إلى تظاهرات واسعة مساء السبت في تل أبيب ومدن أخرى للمطالبة بوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق شامل لإعادتهم، متهمة نتنياهو بتعطيل أي صفقة لأسباب سياسية وبقائه في الحكم.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفاً و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، استشهد العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأضاف بيان الهيئة: "لشعب إسرائيل مطلب واضح وقاطع من صناع القرار: طبّقوا إرادة الشعب (عبر توقيع) اتفاق شامل لإعادة جميع المختطفين الـ48، وإنهاء الحرب في غزة".
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بإجهاض أي فرصة للتوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب وإعادة ذويهم حفاظاً على مصالحه السياسية والبقاء بالحكم، رغم موافقة حماس على مقترحات الوسطاء لصفقة جزئية وكذلك شاملة.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في 11 أغسطس/آب الماضي الهجوم على مدينة غزة انطلاقاً من حي الزيتون، في عملية أطلق عليها لاحقاً "عربات جدعون 2"، وتخلل الهجوم نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 شهيداً و926 شهيداً و167 ألفاً و783 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.