ويعكس قسم الحضانة في مستشفى "التحرير" بمجمع ناصر الطبي جنوبي القطاع حجم الكارثة، إذ أظهرت مشاهد مصورة نشرتها وزارة الصحة، اليوم السبت، عائلات فلسطينية تفترش الأرض بأطفالها الرضع، فيما يضطر ثلاثة أطفال إلى مشاركة سرير واحد بسبب الاكتظاظ الشديد ونقص الحضانات.
وقال مدير المستشفى أحمد الفرا في تصريحات نشرتها وزارة الصحة إنّ غزة "تشهد موجة قاسية من النزلات الشعبية والتهابات القصيبات الهوائية"، مشيراً إلى أن "الأطفال ينامون على الأرض، وبعضهم لا يجد حتى فرشة أو بطانية، بينما يتم إعطاء الأكسجين وفق الأولوية بسبب نقصه".
وأوضح الفرا أن ستة أطفال خدجاً على الأقل يعانون من عسر التنفس في القسم الداخلي، وبعضهم يدخل في فشل تنفسي يستدعي أجهزة تنفس صناعي، محذراً من أن "الاكتظاظ يزيد من فرص انتقال العدوى التنفسية ويضع الطواقم الطبية تحت ضغط هائل".
وأكد أن "ارتفاع أعداد الخدج في غزة مرتبط بمضاعفات حرب الإبادة التي تدفع أمهات إلى الولادة المبكرة"، داعياً إلى وقف العدوان الإسرائيلي وإعادة تشغيل المستشفيات وأقسام الحضانات لتأمين حق الأطفال في الرعاية الصحية.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعمدت إسرائيل استهداف القطاع الصحي بشكل مباشر، إذ قصفت أو دمرت أو أخرجت عن الخدمة 38 مستشفى و96 مركزاً للرعاية الصحية، و197 سيارة إسعاف، وفق أحدث بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ويتزامن هذا الاستهداف مع حصار شدد جيش الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاته في 2 مارس/آذار الماضي، بمنع دخول المساعدات الطبية والإغاثية والغذائية إلى القطاع، إلا بكميات شحيحة جداً، ضاعف من حالة التدهور في القطاع الصحي ومن معاناة المرضى.
ويزداد الضغط على النظام الصحي في ظل انتشار الأمراض خاصة المعدية التي فرضها النزوح القسري، وسجلت الطواقم الحكومية في غزة إصابة مليونين و142 ألف شخص بأمراض معدية (لم تحددها) و71 ألفاً و338 بالكبد الوبائي، وذلك منذ بدء الإبادة.
وحذرت مؤسسات حقوقية وصحية دولية بشكل متكرر، من خطر انهيار كامل للنظام الصحي في قطاع غزة، جراء ما يتعرض له من اعتداءات وتضييق إسرائيلي.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 65 ألفاً و549 شهيداً و167 ألفاً و518 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.