جاء ذلك في كلمة ألقاها عون أمام الدورة الثمانين للجمعة العامة للأمم المتحدة بنيويورك، طالب فيها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالوقوف بجوار لبنان ودعمه حتى يستمر منصة ونموذجاً للسلام والتعايش.
وقال عون في كلمته: "نطالب بإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب الاحتلال من كامل أرضنا وإطلاق سراح أسرانا وتطبيق القرار 1701 كاملاً".
وأضاف الرئيس اللبناني في كلمته أنه "لا تنمية بلا سلام ولا سلام بلا عدالة ولا عدالة بلا حقوق إنسان ولا ازدهار وسط الصراعات والحروب".
وأعرب عون عن أسفه لكونه يقف اليوم باجتماعات الأمم المتحدة ليتحدث "عن السلام والتنمية وحقوق الإنسان، فيما بعض أهلي يُقتلون ومناطق من أرضنا محتلة ووطن وشعب معلَّقان بين الحياة والموت".
وشدّد على وجود "واجب أممي ودولي في الحفاظ على لبنان"، محذراً من أنه "إذا سقط لبنان الذي يعيش فيه مسيحيون ومسلمون مختلفون لكنهم متساوون فلن يبقى على الأرض مكان يصلح لتكرار هذه التجربة".
من جانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمة له في الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الثلاثاء، إن مكافحة إسرائيل للإرهاب لا يمكن أن تكون على حساب السيادة التي يستحقها اللبنانيون.
وأشار ماكرون إلى أن 142 دولة في الأمم المتحدة مدّت أيديها للسلام ولصالح حل الدولتين.
وفي الشأن السوري قال ماكرون": “ينبغي أن تستعيد سوريا حريتها وسيادتها”. وأضاف: “ندعم استقرار الشرق الأوسط بأسره”.
وفي ما يخص الحرب الروسية-الأوكرانية، أكد الرئيس الفرنسي ما تَطرَّق إليه نظيره الأمريكي دونالد ترمب بخصوص الإخفاق الروسي في أوكرانيا، وقال إن “العدوان الروسي على أوكرانيا ليس مشكلة أوروبية فحسب بل مشكلة العالم بأسره”، مشيراً إلى أن “لأوكرانيا حقّاً أصيلاً في العيش بأمن وأمان”.
وأضاف: “الخروق الروسية لأجواء دول أوروبية تهز الاستقرار. في 2000 يوم لم تتمكن روسيا إلا من احتلال 1% من أراضي أوكرانيا”.
وفي سياق آخَر أعلن الرئيس الفرنسي أنه سيلتقي الثلاثاء نظيره الإيراني مسعود بزشكيان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة الملفّ الشائك للنووي الإيراني، وقال إنّ "الساعات المقبلة ستكون حاسمة؛ إمّا تتّخذ إيران خطوة وتلتزم مجدداً مسار السلام والمسؤولية، وإما ستُطبَّق العقوبات".
في سياق متصل اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء أن حصول نظيره الأميركي دونالد ترمب على جائزة نوبل السلام رهن وقفه الحرب في قطاع غزة، وقال ماكرون في مقابلة مع قناة "بي إف إم تي في" الفرنسية غداة اعترافه بدولة فلسطين: "شخص واحد قادر على فعل شيء، هو الرئيس الأمريكي".
وتابع: "لماذا يستطيع فعل ذلك أكثر منا؟ لأننا لا نرسل أسلحة تسمح بشنّ الحرب في غزة... الولايات المتحدة الأمريكية، نعم"، مشيراً إلى أنها تفعل ذلك.
وفي عام 2006 اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
وبموجب القرار، قرّر المجلس اتخاذ خطوات لضمان السلام، منها السماح بزيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) إلى حد أقصى يبلغ 15 ألف فرد، من أجل مراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم الجيش اللبناني في أثناء انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وضمان العودة الآمنة للنازحين.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدواناً على لبنان حوّلَته في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفاً آخرين.
ورغم التوصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، فإن الأخيرة خرقته أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أسفر عمَّا لا يقل عن 276 قتيلاً و613 جريحاً، وفق بيانات رسمية. وفي تَحدٍّ للاتفاق، تحتلّ إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.