وقال غوتيريش، إنّ "العالم دخل عصراً قاسياً من المعاناة الإنسانية، وإنّ مبادئ المنظمة الدولية باتت تحت الحصار، وأسس السلام والتقدم تنهار تحت وطأة الإفلات من العقاب وعدم المساواة واللامبالاة".
وتابع قائلاً: "الأمم المتحدة تأسست قبل 80 عاماً بوصفها استراتيجية عملية لبقاء البشرية من خلال الدعوة إلى السلام بدل الصراع، لكن قدرتها على القيام بهذا العمل سُلبت منها".
وفيما يتعلق بحرب الإبادة الإسرائيلية، قال غوتيريش، إنّ "أهوال غزة تقترب من عامها الثالث، وهي نتيجة قرارات تتحدى أبسط مبادئ الإنسانية، وحجم الموت والدمار يتجاوز بكثير أي صراع آخر شهدناه خلال فترة ولايتي أميناً عاماً".
وأكد غوتيريش أنه لا شيء يمكن أن يبرر هجمات حركة حماس على مستوطنات إسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولا العقاب الجماعي اللاحق الذي تنفذه تل أبيب بحق الشعب الفلسطيني والتدمير المنهجي لغزة.
ودعا غوتيريش إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار والحفاظ على حل الدولتين من أجل سلام مستدام في الشرق الأوسط.
وأشار غوتيريش إلى أن أراضي الدول ذات السيادة تُحتل، ويُستخدم الجوع سلاحاً، وتُكتم الحقيقة، متسائلاً: "أي عالم سنختار؟ عالم القوة الغاشمة، أم عالم القانون؟ عالماً يكون فيه القوي على حق أم عالماً تكون فيه الحقوق للجميع؟!".
واستكمل حديثه قائلاً: "العالم أصبح متعدد الأقطاب بشكل متزايد، وهو ما قد يكون إيجابياً لمشهد عالمي أكثر تنوعاً وديناميكية"، لكنه حذر من أنّ التعددية القطبية من دون مؤسسات متعددة الأطراف فعالة يمكن أن تؤدي أيضاً إلى الفوضى.
وأكد أن الخيارات التي تواجهها البلدان اليوم هي "مسألة حياة أو موت لملايين البشر"، مشيراً إلى ضرورة اختيار السلام القائم على القانون الدولي. وتابع: "نرى بعض الدول في العالم تتصرف كما لو أن القواعد لا تنطبق عليها، نرى أناساً يُعاملون معاملة أقل من البشر، يجب أن نرفع صوتنا".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفاً و382 شهيداً و166 ألفاً و985 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.