وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال ترمب: "علينا أن ننهي الحرب في غزة وأن نتفاوض على السلام وإعادة الرهائن فوراً"، وأضاف: "نجحنا في إعادة معظم الرهائن في غزة ونريد إعادة من تبقى منهم جميعاً ودفعة واحدة (...) يجب ألا نستسلم لمطالب حماس وعليها الإفراج عن الرهائن فوراً".
وتعليقاً على ذلك، رحبت عائلات المحتجزين الإسرائيليين، في بيان، بتصريحات ترمب قائلة: "حان وقت العمل من أجل اتفاق شامل لإعادة جميع المختطفين الـ48 وإنهاء الحرب في غزة"، وطالبت الرئيس ترمب بـ"الضغط على إسرائيل للمطالبة بعودة تل أبيب إلى المفاوضات على أساس المبادئ المعترف بها، وهي إعادة جميع الأسرى وإنهاء الحرب في غزة".
وأوضحت العائلات أن "أزمة المختطفين ليست حدثاً محلياً، ولكنه حدث يهدد استقرار المنطقة بأسرها و(يهدد أيضاً) جهود ترمب لإرساء اتفاق استراتيجي واسع في الشرق الأوسط والخليج"، على حد تعبيرها.
وأضافت في بيانها: "نرحب بعزم ترمب على إعادة الطرفين (إسرائيل وحماس) إلى طاولة المفاوضات. ومن المؤسف أنه على عكس ترمب، فإن هذا العزم والالتزام الأخلاقي لإعادة جميع المختطفين ليس ضمن أولويات الحكومة الإسرائيلية وزعيمها".
"نتنياهو هو المُعطل"
من جانبها، نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، صحة تصريحات ترمب، التي ادّعى فيها أن الحركة هي من ترفض عروض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأكدت أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو هو "المعطل الوحيد لكل محاولات التوصل لاتفاق".
وقالت الحركة في بيان، إنّها "لم تكن يوماً عقبة في طريق الوصول إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقد قدّمت في سبيل ذلك كلَّ المرونة والإيجابية اللازمة"، وأضافت: "تعلم الإدارة الأمريكية والوسطاء والعالم أجمع أنّ مجرم الحرب نتنياهو هو المعطِّل الوحيد لكل محاولات التوصل لاتفاق".
وتابعت حماس: "لقد انقلب الإرهابي نتنياهو على اتفاق يناير/كانون الثاني الماضي، وقابل مُقترَح (المبعوث الأمريكي ستيف) ويتكوف، الذي أعلنت الحركة موافقتها عليه، بالتجاهل الكامل، قبل أن يرتكب جريمته الآثمة بقصف مقر اجتماع وفد الحركة للمفاوضات في الدوحة في أثناء مناقشته لورقة ترمب الأخيرة".
وتأتي هذه التطورات، بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه على مدينة غزة، منذ 11 أغسطس/آب الماضي، في عملية أطلق عليها لاحقاً اسم "عربات جدعون 2"، يتخللها نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، وتوغل بري.
بينما أقرت الحكومة الإسرائيلية في 8 أغسطس/آب الماضي، خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجياً، بدءاً بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.
وتقدر تل أبيب وجود 48 محتجزاً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفاً و100 أسير فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وتتهم عائلات المحتجزين الإسرائيليين، الحكومة برئاسة نتنياهو بالتضحية بأرواح أبنائهم من أجل بقائه السياسي وحماية حكمه.
وأكدت "حماس" أكثر من مرة استعدادها للتوصل إلى صفقة جزئية أو شاملة لتبادل الأسرى، لكن نتنياهو يواصل تعنته وعدوانه على القطاع، وسط اتهامات المعارضة وأهالي الأسرى له بمواصلة الحرب للحفاظ على منصبه.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفاً و382 شهيداً و166 ألفاً و985 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.