وأكد الملك عبد الله أن "أفعال إسرائيل على أرض الواقع تهدم الأسس التي يمكن أن يرتكز عليها السلام"، ودعا المجتمع الدولي إلى التوقف عن "التمسك بالاعتقاد الواهم بأن هذه الحكومة الإسرائيلية شريك راغب في السلام".
ومضى عاهل الأردن قائلاً: "يستمر القصف العشوائي الذي يستهدف الفلسطينيين مراراً وتكراراً، يستشهد الفلسطينيون ويصابون وتشوّه أجسادهم مراراً وتكراراً"، وأضاف: "يشردون ويجردون من كل شيء مراراً وتكراراً، يُحرمون من حقوقهم الأساسية وكرامتهم الإنسانية، مراراً وتكراراً، وهنا يجب أن أسأل: إلى متى؟".
ووصف الملك عبد الله الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها "من أحلك الأحداث في تاريخ هذه المنظمة (الأمم المتحدة)"، وتساءل: "إلى متى سنكتفي بإصدار الإدانة تلو الأخرى دون أن يتبعها قرار ملموس؟".
وأشار الملك عبد الله إلى سياسات نتنياهو، وأضاف: "ولا يسعني إلا أن أتساءل: هل كان العالم سيستجيب بمثل هذه اللا مبالاة لو أن زعيماً عربياً أطلق دعوة مشابهة؟".
وأكد أن "الدعوات الاستفزازية للحكومة الإسرائيلية الحالية التي تنادي بما يسمى بإسرائيل الكبرى لا يمكن أن تتحقق إلا بالانتهاك الصارخ لسيادة وسلامة أراضي البلدان المجاورة لها، وهذا أمر لا يمكن القبول به".
وتابع الملك عبد الله: "قد بينت بشكل واضح أنها (إسرائيل) لا تلقي بالا لسيادة الدول الأخرى، كما شهدنا في لبنان وإيران وسوريا وتونس والآن أيضاً في قطر"، وأضاف: "كما أن خطاباتها العدائية التي تنادي باستهداف المسجد الأقصى قد تشعل حرباً دينية تتجاوز حدود المنطقة، وتؤدي إلى صراع شامل لن تسلم أي دولة منه".
ودعا العاهل الأردني المجتمع الدولي إلى أن “يتوقف عن التمسك بالاعتقاد الواهم بأن هذه الحكومة الإسرائيلية شريك راغب في السلام".
“دولة مارقة”
من جهته هاجم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واتهمه بالسعي لإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بالعدوان على الدوحة.
ووصف أمير قطر، إسرائيل بأنها “دولة مارقة"، مؤكداً أن "تراجع النظام الدولي أمام منطق القوة يعني السماح بتسيُّد منطق الغابة"، وشدد على أن عدوان إسرائيل على الدوحة "خرق سافر للأعراف الدولية"، متهماً نتنياهو بالسعي لإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بمحاولة اغتيال وفد التفاوض الفلسطيني.
وقال أمير قطر: "يحلم (نتنياهو) أن تكون المنطقة العربية منطقة نفوذ، وحذرت القمة العربية الإسلامية (في الدوحة هذا الشهر) من تداعيات هذا الوهم الخطير"، وشدد على أن تحقيق السلام في المنطقة لن يحدث إلا بتحرك من مجلس الأمن الدولي لإقامة دولة فلسطين، وأشاد بالاعترافات الدولية بها، داعياً إلى مزيد من تلك المواقف.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلّفت 65 ألفاً و382 شهيداً و166 ألفاً و985 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة 442 فلسطينياً، بينهم 147 طفلاً.