وحسب شهود عيان ومصادر طبية استهدفت الهجمات الإسرائيلية عمارة سكنية ومنزلاً، وخيمة تؤوي نازحين وصيادين في بحر مدينة خان يونس.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية على أحياء مدينة غزة والشمال، عن استشهاد 18 فلسطينياً، وفق ما أوردته مصادر طبية.
ووسط مدينة غزة، استشهد 4 فلسطينيين وأُصيب وفُقد آخرون تحت الأنقاض، جراء غارة جوية استهدفت "عمارة حجاج" في "شارع عمر المختار".
وغرب المدينة، استشهد 5 فلسطينيين وأصيب عدد آخر في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة "الهبيل" في مخيم الشاطئ.
وأُصيب عدد من الفلسطينيين وفُقد آخرون تحت الأنقاض، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً لعائلة "ماضي" في ذات المخيم.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على مخيم الشاطئ، تزامناً مع قصف نفذته آلياته وسلاح البحرية على المناطق الشمالية منه. كما استشهد 9 فلسطينيين في هجمات إسرائيلية متفرقة على مدينة غزة، فيما لم تتوافر تفاصيل بشأنهم.
وشمال غرب المدينة، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة غارات عنيفة على محيط جامعة القدس المفتوحة ومنطقة مفترق المزنر. وجنوب المدينة، نسف جيش الاحتلال بعربات مسيرة مفخخة مباني سكنية ومنشآت في حيي تل الهوى والصبرة، مخلفاً دماراً هائلاً.
وبرياً، يواصل جيش الاحتلال وجوده في عدة محاور رئيسية بمدينة غزة وهي: "مفترق الصاروخ" (شمال)، ومحيط المدارس الموجودة في منطقة بركة الشيخ رضوان.
كما يوجد جيش الاحتلال بمحيط حي الكرامة (شمال غرب) وتقدم في وقت سابق الثلاثاء نحو كيلومتر نحو الأطراف الشمالية لحي النصر، وتقدم الاثنين، مئات الأمتار بحي تل الهوى (جنوب غرب) بعدما تمركز سابقاً في محيط "مفترق الدحدوح"، وفي أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح (شرق)، وحي الصبرة (جنوب شرق).
ووسط القطاع، أسفرت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة عن استشهاد فلسطينيين اثنين على الأقل في بلدة الزوايدة، وفق المصادر الطبية. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية خلال ساعات الليل مناطق شرقي مخيم المغازي للاجئين.
وجنوب القطاع، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن استشهاد صيادين فلسطينيين اثنين برصاص إسرائيلي في بحر مدينة خان يونس. وخلال ساعات الليل شهدت مناطق وسط خان يونس قصفاً مدفعياً إسرائيلياً.
من جانبها نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر طبية في القطاع ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال إلى 65,382 شهيداً و166,985 مصاباً، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن 38 شهيداً و190 إصابة، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت إلى أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
تقليص أنشطة الأونروا
في السياق، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن أنشطتها في مدينة غزة تقلصت "بشكل كبير" جراء تدهور الأوضاع الأمنية، فيما اضطر مركزها الصحي الوحيد الواقع بمخيم الشاطئ إلى تعليق عملياته في 13 سبتمبر/أيلول الجاري بسبب اشتداد الهجمات الإسرائيلية في محيطه والتي ألحقت أضراراً به.
وأفادت الوكالة الأممية في تقرير بأن أكثر من 82% من مساحة قطاع غزة لا تزال تقع "داخل المنطقة الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، أو تحت أوامر الإخلاء"، وذلك حتى 17 سبتمبر/أيلول الجاري.
وتابعت بأن تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة غزة تسبب بتقليص أنشطتها بشكل كبير، مضيفة: "اضطر المركز الصحي الوحيد التابع للأونروا الذي كان يعمل شمال وادي غزة (مخيم الشاطئ) إلى تعليق عملياته في 13 سبتمبر/أيلول بسبب اشتداد الهجمات والأضرار التي لحقت به خلال الغارات".
وأكدت الأونروا وقوع غارات مباشرة أو غير مباشرة على 12 مبنى يتبع لها في مدينة غزة خلال الفترة التي شملها التقرير، بواقع 9 مدارس ومركزين صحيين يؤويان أكثر من 11 ألف شخص.
وأشارت إلى أن مكتب الأونروا الإقليمي بمدينة غزة تعرض لأضرار إضافية في غارة غير مباشرة وقعت في محيطه، دون ذكر تفاصيل.
وذكرت أن الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية المدنية، إلى جانب الاضطرابات الشديدة التي تعرضت لها العمليات الإنسانية والقيود المفروضة على الوصول، تسببت بعرقلة شديدة لآخر خطوط الإمداد الحيوية المتبقية للمدنيين في مدينة غزة.
وفي 8 أغسطس/آب الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجياً، بدءاً بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.
وبدأ الجيش في 11 أغسطس/آب، الهجوم على المدينة انطلاقاً من حي الزيتون، في عملية أطلق عليها لاحقاً "عربات جدعون 2"، وتخلل الهجوم نسف منازل باستخدام مدرعات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، وتقدم بري في عدة محاور بالمدينة.
وأشارت الأونروا إلى تقرير صدر عن لجنة التحقيق الدولية المستقلة والذي أفاد بأن إسرائيل منعت وكالات الإغاثة الموثوقة بما فيها أونروا من "إيصال المساعدات الأساسية والضرورية لإنقاذ الأرواح، بهدف التدمير المادي للفلسطينيين في غزة من خلال فرض ظروف معيشية لا تطاق في قطاع غزة".
والثلاثاء الماضي، أكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة، ودعت دول العالم إلى الوفاء بالتزاماتها.
كما نقلت الأونروا عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية توثيقه لوجود نحو 28 ألف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال دون سن الخامسة في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، لافتة إلى أن هذا الرقم يتجاوز إجمالي حالات سوء التغذية التي جرى تحديدها في الأشهر الستة الأولى من عام 2025.
وفي 22 أغسطس/آب الماضي، أعلنت "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، عبر تقرير، "حدوث المجاعة في مدينة غزة (شمال)"، وتوقعت أن "تمتد إلى مدينتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول نهاية سبتمبر/أيلول (الجاري)".
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
إلى جانب ذلك، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف العاملين في مجال الإغاثة بالقطاع، حيث أكدت الأونروا مقتل 543 عاملاً في هذا المجال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 304 من موظفي الأونروا و66 شخصاً يدعمون أنشطتها.
وفيما يتعلق بقطاع التعليم، قالت الوكالة الأممية إن 660 ألف طفل في قطاع غزة يحرمون من التعلم للسنة الدراسية الثالثة بسبب الحرب المستمرة.
وتابعت: "يقتصر التعليم الرسمي في غزة على برامج التعلم عن بعد التي تدعمها الأونروا، حيث يبلغ عدد الطلاب المسجلين حالياً نحو 370 ألف طالب".
وأشارت إلى أن هؤلاء الطلاب الملتحقين بالتعليم من بعد "يواجهون تحديات كبيرة بسبب الأعمال العدائية المستمرة والنزوح والاضطرابات الشديدة في خدمات الاتصالات والإنترنت".
ولفتت الأورنروا إلى تضرر 91.8% من المدارس بقطاع غزة بشكل جسيم ما يستلزم إعادة بنائها بالكامل أو إجراء إصلاحات كبيرة فيها، من بينها 166 مبنى مدرسي يتبع للأونروا.