ففي الدوحة، أكدت وزارة الخارجية القطرية دعمها تصريحات ترمب الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار لتيسير الإفراج عن الأسرى، مرحبةً بموافقة حماس على المقترح الأمريكي واستعدادها لتسليم إدارة القطاع إلى هيئة فلسطينية مستقلة.
وأكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في بيان نشره على حسابه عبر منصة "إكس" الأمريكية، دعم بلاده "لإعلان حماس موافقتها على مقترح ترمب لإنهاء الحرب في غزة واستعدادها لإطلاق سراح جميع الرهائن (الأسرى)، ضمن صيغة التبادل الواردة في المقترح".
كما أكد الأنصاري دعم بلاده "لتصريحات ترمب الداعية لوقف فوري لإطلاق النار لتيسير إطلاق الرهائن بشكل آمن وسريع وبما يحقق نتائج سريعة توقف نزيف دم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة".
أما القاهرة، فأعربت عن تقديرها لرد حماس "الذي يعكس حرصها على حقن دماء الشعب الفلسطيني"، مؤكدة دعمها رؤية ترمب بشأن إعادة إعمار غزة ورفض تهجير الفلسطينيين أو ضم الضفة الغربية.
وأكدت الخارجية المصرية أنها ستكثف جهودها بالتنسيق مع الأطراف العربية والإسلامية والدولية "للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".
وفي أنقرة، قالت وزارة الخارجية التركية إن رد حماس على الخطة الأمريكية "يمكن أن يفتح الطريق أمام وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وتنفيذ خطوات نحو سلام دائم"، داعية إسرائيل إلى "وقف هجماتها فوراً" مشددة على أن تركيا ستواصل دعم المفاوضات.
وفي لندن، وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قبول حماس لخطة ترمب بأنه "خطوة مهمة إلى الأمام"، داعياً إلى "اتفاق دون تأخير"، مؤكداً أن بلاده "تدعم بقوة جهود الرئيس ترمب التي جعلتنا أقرب إلى السلام أكثر من أي وقت مضى".
من جانبه، اعتبر المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن قبول حماس الجزئي للخطة يمثل "أفضل فرصة للسلام في غزة منذ نحو عامين"، مطالباً بوقف فوري للقتال وإطلاق سراح الرهائن.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة باتا في متناول اليد" بعد الرد الإيجابي من حماس على خطة ترمب.
وفي مواقف دولية أخرى، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى "وقف فوري لإطلاق النار يضمن الإفراج عن الرهائن"، فيما قال رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن إنه يأمل أن يمهد إعلان حماس الطريق "لزيادة المساعدات إلى غزة"، ورحب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز بـ"التقدم المحرز نحو حل مستدام قائم على الدولتين".
أما رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، فرحب "بالتزام حماس التخلي عن السلطة وإطلاق سراح الرهائن"، داعياً جميع الأطراف إلى "تنفيذ الالتزامات وتعزيز السلام والأمن في المنطقة".
كما أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن موقف حماس من خطة ترمب "يعبر عن موقف قوى المقاومة الفلسطينية" وأنها شاركت في المشاورات التي أدت إلى القرار.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عبر المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، إنه يرحب بإعلان حماس استعدادها لإطلاق سراح الرهائن والمشاركة في تنفيذ خطة ترمب، داعياً جميع الأطراف إلى "اغتنام الفرصة لإنهاء الصراع في غزة"، مقدما الشكر لقطر ومصر على "جهودهما القيّمة في الوساطة".
وأكد غوتيريش مجدداً دعوته إلى "وقف فوري ودائم لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود".
ومساء الجمعة، قالت حماس، في بيان، إنها سلّمت الوسطاء ردها على خطة ترمب بشأن غزة، معلنة موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات.
كما جددت حماس موافقتها على تسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناء على التوافق الوطني الفلسطيني، واستناداً إلى الدعم العربي والإسلامي، لكنها أكدت أن مستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب تُناقَش في إطار فلسطيني.
كما جددت الحركة "موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناء على التوافق الوطني الفلسطيني، واستناداً إلى الدعم العربي والإسلامي".
وشددت على أن "أي قضايا تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني مرتبطة بموقف وطني جامع، واستناداً إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، وتُناقَش من خلال إطار وطني فلسطيني جامع، ستكون حماس ضمنه، وستسهم فيه بكل مسؤولية".
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها نحو 11 ألفاً و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي 29 سبتمبر/أيلول الماضي أعلن ترمب عن خطة تتألف من 20 بنداً، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة من موافقة إسرائيل على الخطة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.
وخلال مؤتمر صحفي مع ترمب في البيت الأبيض الاثنين الماضي، أعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، أنه "يدعم خطة ترمب"، معتبراً أنها "تحقق الأهداف الإسرائيلية من الحرب".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفاً و288 شهيداً و169 ألفاً و165 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 457 فلسطينياً بينهم 152 طفلاً.