وأوضح الأسطول، عبر منصة "فيسبوك"، أنه اجتاز المياه الإقليمية للقطاع، ولم يعد يفصله عن شواطئ غزة سوى 8.4 ميل بحرية، في خطوة وصفها بأنها الأقرب منذ انطلاق الرحلة بمشاركة متضامنين دوليين.
وقال في رسالة وجهها لأعضاء الأسطول: "أبطالنا، أنتم تستنشقون الآن هواء فلسطين وتلمحون أرضها الطاهرة، يلوح لكم شعب الخيام وصموده الذي لا يلين. غزة التي بدت لنا بعيدة قد لاحت خلف الأمواج، وقلبُنا معها على الشاطئ ينتظركم".
وأضاف: "نحيّيكم من أرض تونس، نصرخ بأسمائكم وبأصوات مئات الساحات: نحن خلفكم، ونفتح لكم ذراعَ الإسناد والصمود".
وفجر الخميس، قال الأسطول، إن 30 من سفنه تواصل الإبحار على بعد نحو 46 ميلاً من غزة، رغم هجمات إسرائيلية مستمرة، بينها رش بمياه مضغوطة وتعمد اصطدام بسفن، ما يمثل "جريمة ضد الإنسانية".
وفي سياق متصل، كشف نظام التعقب على موقع الأسطول أن السفينة "ميكينو" الإسبانية تقف على بعد نحو 9 أميال بحرية من غزة. وأكد عضو الوفد التركي في الأسطول رمضان تونج، في تصريح لوكالة الأناضول أن "ميكينو" تجاوزت الحصار ودخلت المياه الإقليمية للقطاع، قائلاً: "هذا يعني أن الحصار قد كُسر فعلياً".
وأضاف تونج أن "الأهم أننا كسرنا الحصار في عقولنا، ونأمل أن تقترب الأيام التي نحتضن فيها إخواننا في غزة الحرة". وأوضحت عضو الوفد التركي تولاي غوكتشيمن أن السفينة لم تتعرض لأي تدخل مباشر، مشيرة إلى أن النشطاء ألقوا هواتفهم في البحر بعد اقتراب قارب إسرائيلي، ثم واصلوا طريقهم بسبب صغر حجم السفينة.
وأكدت منسقة غزة في الأسطول نويليا فرنانديز، لوسائل إعلام إسبانية، أن "ميكينو" أصبحت على بعد 7 أميال من ساحل غزة، أي أقل من ساعة عن الوصول.
وكان "أسطول الصمود" أعلن مساء الأربعاء، عبر منصة "إكس"، تعرضه لهجوم من نحو 10 سفن إسرائيلية في المياه الدولية، ما دفعه لإطلاق نداء استغاثة، واصفاً ذلك بأنه "جريمة حرب".
وأضاف، فجر الخميس، أن 30 سفينة من أصل 44 تواصل الإبحار على بعد 46 ميلاً من غزة، رغم تعرضها لهجمات إسرائيلية مستمرة شملت رشاً بمياه مضغوطة واصطداماً متعمداً، معتبراً ذلك "جريمة ضد الإنسانية".
ونشر الأسطول قائمة بأسماء 21 سفينة تعرضت للاعتداء الإسرائيلي، بينها "ألما"، و"سيريوس"، و"أدارا"، و"دير ياسين"، و"غراند بلو"، و"كارما"، و"محمد بهار"، و"فري ويلي".
ودعت منظمات دولية، بينها "العفو الدولية"، إلى توفير الحماية للسفن، فيما شددت الأمم المتحدة على أن أي اعتداء عليها "أمر لا يمكن قبوله".
وسبق أن اعترضت قوات الاحتلال سفناً متجهة إلى غزة، حيث استولت عليها ورحّلت المتضامنين على متنها. وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو القطاع، الذي يقطنه نحو 2.4 مليون فلسطيني، سعياً لكسر الحصار المفروض منذ 2007.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول المساعدات الإنسانية، ما تسبب بمجاعة واسعة، رغم تكدس الشاحنات عند الحدود، فيما تسمح أحياناً بمرور كميات محدودة لا تكفي لتخفيف الأزمة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفاً و148 شهيداً و168 ألفاً و716 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينياً بينهم 151 طفلاً.