ففي مخيم تل الهوى غرب مدينة غزة، استهدفت غارات الاحتلال منازل ومنشآت عامة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، بينما فجَّر جيش الاحتلال 10 آليات مفخخة في محيط الحي. فيما شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات شمالي وجنوبي المدينة مستخدمة مسيّرات مزودة بأسلحة نارية، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين.
وفي منطقة التفاح شرقي المدينة، استشهد 4 فلسطينيين في قصف استهدف منزل عائلة في ساحة الشوا. وقرب ملعب اليرموك وسط المدينة، استشهد طفلان وأصيب آخرون إثر غارة على مدرسة المعتصم التي تؤوي نازحين.
وفي حي الصبرة جنوبي المدينة، استشهدت فلسطينية وأصيب آخرون بقصف استهدف تجمعاً مدنياً قرب المستشفى الأردني، فيما أصيب أطفال ونساء إثر غارات جوية استهدفت خيمة نازحين قرب مبنى الجامعة الإسلامية. وأعلن جهاز الدفاع المدني إصابة عدد من المواطنين برصاص أطلقته مسيرات الاحتلال بشكل عشوائي.
كما فجّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدداً من العربات المفخخة شمالي المدينة في منطقتي شرق الشيخ رضوان وشارع النفق، وشنت قصفاً شمالي مخيم البريج في المناطق الشمالية الغربية للمدينة.
وألقى جيش الاحتلال منشورات ورقية تحذر الفلسطينيين في مخيم الشاطئ من البقاء في المناطق الشمالية، داعياً إلى الانتقال جنوباً، كما أعلن إغلاق شارع صلاح الدين في غزة، ليبقى شارع الرشيد هو الطريق وحيد للخروج من المدينة.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية تجمعات مدنية في شارع العشرين بمخيم النصيرات، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، بينما أعلن مستشفى الشفاء استشهاد طفلين وإصابة آخرين في غارة على مدرسة تؤوي نازحين وسط المدينة.
كما أفادت مصادر بأن الاحتلال أطلق النار على منتظري المساعدات الإنسانية قرب محور نتساريم شمال مخيم النصيرات.
وأمس الجمعة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 40 فلسطينياً على الأقل في قصف مدفعي وجوي إسرائيلي، بينهم 21 في مدينة غزة، إضافة إلى إصابة العشرات، في سلسلة غارات استهدفت منازل وخيام نازحين في القطاع.
15 من كل 16 شهيداً كانوا مدنيين
في السياق، ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أمس الجمعة أن نحو 15 من كل 16 فلسطينياً قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة منذ مارس/آذار الماضي كانوا مدنيين، استناداً إلى بيانات منظمة "أكليد" المستقلة لمتابعة النزاعات المسلحة.
وأضافت الصحيفة أن الاحتلال نفذ أكثر من 3 آلاف و500 غارة جوية خلال الأشهر الستة الماضية، أسفرت عن استشهاد أكثر من 9 آلاف و500 شخص، معظمهم مدنيون، بينهم 40 قائداً وعناصر رئيسية في حماس.
وبين 11 أغسطس/آب الماضي وحتى 13 سبتمبر/أيلول الجاري، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 3600 بناية وبرج في مدينة غزة، فيما دمر نحو 13 ألف خيمة تؤوي نازحين، وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة
ارتفاع ضحايا التجويع
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس الجمعة ارتفاع حصيلة وفيات سوء التغذية الناتجة عن سياسة التجويع الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 440 فلسطينياً، بينهم 147 طفلاً، مع تسجيل أربع حالات وفاة جديدة خلال 24 ساعة، ما يعكس استمرار الأزمة الإنسانية الحادة في القطاع.
وأشارت الوزارة، إلى أنه منذ إعلان منظمة "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (آي بي سي) المجاعة في غزة، في 22 أغسطس/آب الماضي، جرى تسجيل "162 حالة وفاة بينهم 32 طفلاً".
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، خلّفت 65 ألفاً و174 شهيداً، و166 ألفاً و71 جريحاً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين.