وقال جيش الاحتلال، في بيان، إن إحدى فرقه "بدأت توسيع نطاق عملياتها في مدينة غزة ومحيطها"، بينما "تواصل فرقة أخرى عملياتها وقد عمّقت نشاطها في المنطقة"، فيما ادعى أنه اغتال القيادي في "حماس" وسيم محمود يوسف أبو الخير، نائب رئيس الاستخبارات العسكرية في كتيبة البريج وسط القطاع.
ومن جهة ثانية، قال جيش الاحتلال إن قواته تواصل عملياتها في مدينتي خان يونس ورفح جنوب القطاع.
وفي 11 أغسطس/آب الماضي بدأ جيش الاحتلال هجوما على مدينة غزة انطلاقاً من حي الزيتون (جنوب شرق)، في عملية أطلق عليها لاحقًا اسم "عربات جدعون 2"، وشملت نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصفا مدفعيا، وإطلاق نار عشوائياً، وتهجيراً قسرياً.
وفي السياق، أعلن جيش الاحتلال إغلاق "شارع صلاح الدين" الرابط بين شمال قطاع غزة وجنوبه بعد أن فتحه بشكل مؤقت الأربعاء الماضي لتسريع نزوح الفلسطينيين جنوباً، قائلاً إن الانتقال من الشمال بات ممكناً فقط عبر "شارع الرشيد" الساحلي، رغم تحذيرات شهود عيان من خطورة الأوضاع الأمنية على الطريقين.
ومنذ أسابيع، يكثف جيش الاحتلال تفجير الأبراج السكنية والعمارات في مدينة غزة، ضمن سياسة تهدف لإجبار الفلسطينيين على النزوح جنوباً. والثلاثاء، قال جيش الاحتلال إنه شرع في "عملية برية واسعة" بأرجاء مدينة غزة، بمشاركة قوات نظامية واحتياطية من الفرق 98 و162 و36، ضمن عملية "عربات جدعون 2".
وخلال عملية "عربات جدعون 1" التي انطلقت من 16 مايو/أيار حتى 6 أغسطس/آب الماضيين، كانت قوات الاحتلال تتمركز داخل محافظة شمال قطاع غزة وفي الأطراف الشمالية لمدينة غزة، إضافة إلى لأحياء الشرقية للمدينة (الشجاعية والتفاح والزيتون).
من جانبها، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن نتنياهو أمر جيش الاحتلال بـ"هدم مدينة غزة من جذورها"، معتبرة أن وعوده بالقضاء على حماس “فارغة"، وأن الحكومة تسعى لتحويل غزة إلى "غنيمة عقارية" وفق خطط يروج لها وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش.
وقالت الصحيفة إن "مئات الجنود وعشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين قُتلوا من أجل بناء مساكن لضباط الشرطة"، مشيرة إلى أن سموتريتش أعلن أن مفاوضات بشأن خطته جارية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بينما لم يبد نتنياهو أي تحفظات عليها.
وأضافت أن هناك "فجوة بين التصريحات الرسمية حول تدمير حماس واستعادة الرهائن، والطموحات الاقتصادية الاستعمارية التي يناقشها أعضاء الحكومة خلف الكواليس"، مؤكدة أن غزة أرض فلسطينية يسكنها أكثر من مليوني إنسان معظمهم من لاجئي 1948، وأن "أي حديث عن احتلالها وتطهيرها بشكل منهجي هو حديث إجرامي".
واتهمت الصحيفة العبرية نتنياهو بمحاولة "محو مدن وقرى بأكملها عن وجه الأرض"، ودعت إلى إنهاء الحرب، محذرة من أن استمرارها "لن يحقق أي غنيمة بل جرائم وكوارث مروعة".
وفي 8 أغسطس/آب الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجياً، بدءاً بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بقطاع غزة بدعم أمريكي، ما أسفر عن استشهاد 65 ألفاً و141 فلسطينياً وإصابة 165 ألفاً و925 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف ومجاعة أزهقت أرواح 435 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.