وأوضحت الوزارة في بيانها الإحصائي اليومي أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية 34 شهيداً (منهم 3 انتشالاً) و200 مصاب جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية، إلى جانب 4 شهداء و18 مصاباً من منتظري المساعدات الإنسانية، لترتفع الحصيلة منذ 27 مايو/أيار إلى 2518 شهيداً وأكثر من 18 ألفاً و449 مصاباً.
وفي السياق، قالت الوزارة إن حصيلة الوفيات الناجمة عن سياسة التجويع التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ نحو عامين ارتفعت إلى 442 فلسطينياً، بينهم 147 طفلاً، وذلك بعد تسجيل حالتي وفاة خلال 24 ساعة.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
لكنها سمحت قبل أقل من شهرين بدخول كميات محدودة جداً من المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوَّعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
وقف الجراحات في المشافي
وفي سياق متصل، أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في منطقة المواصي جنوب غربي القطاع وقف كافة العمليات الجراحية المجدولة والاكتفاء بعمليات إنقاذ الحياة، بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية. وحذّر من انهيار شامل للمنظومة الصحية مع تزايد الإصابات المعقدة وتكدس النازحين.
وقال المستشفى الميداني في بيان السبت: "نعلن ببالغ الأسف عن اضطرارنا إلى إيقاف جميع العمليات الجراحية المجدولة، والاكتفاء بإجراء عمليات إنقاذ الحياة فقط".
وأرجع تلك الخطوة إلى "النقص الحاد والمتواصل في الأدوية والمستهلكات الطبية فضلاً عن الأجهزة والمعدات التي تهالكت على مدار العامين الماضيين، إضافة إلى العجز الكبير في المستلزمات الطبية الأساسية التي تشمل أدوية التخدير، والمحاليل الطبية ومواد ومستلزمات التعقيم والأدوات الجراحية الضرورية".
وأكد المستشفى أنه منذ استئناف إسرائيل إبادتها الجماعية في القطاع في 18 مارس/آذار الماضي "لم يتلق أي مساعدات طبية كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة، رغم المناشدات المتكررة"، حسب البيان.
وطالب الجهات المعنية والمنظمات الدولية بـ"التدخل الفوري لفتح ممرات إنسانية لتأمين وصول الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، والمساعدة في تغطية التكلفة التشغيلية للمستشفى".
ويضم قطاع غزة 8 مستشفيات ميدانية، جرى إنشاؤها بعد اندلاع الإبادة، من أجل تقديم الخدمات الطارئة في ظل ارتفاع أعداد إصابات القصف الإسرائيلي المتواصل على مدار الساعة.
استمرار المجازر بمدينة غزة
من جهته، كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجّر خلال الأسبوع الأخير نحو 120 عربة مفخخة تحمل قرابة 840 طناً من المتفجرات وسط أحياء مدينة غزة، بمعدل يزيد على 17 عربة يومياً، تعادل الواحدة منها زلزالاً بقوة 3.7 درجة على مقياس ريختر.
واعتبر المرصد أن تلك "أكبر حملة استخدام غاشم للقوة بهدف تدمير السكان، ضمن تصعيد خطير لجريمة الإبادة الجماعية المتواصلة للشهر الرابع والعشرين على التوالي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة".
ورغم شدة القصف، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن أكثر من 900 ألف فلسطيني ما زالوا في مدينة غزة وشمالها رافضين النزوح جنوباً، رغم ما وصفه بـ"المجازر المتلاحقة" و"مخطط التهجير القسري الدائم".
وأوضح المكتب الحكومي أن طواقمه رصدت تصاعدا في حركة النزوح القسري من مدينة غزة باتجاه جنوبي القطاع، خلال الأيام الماضية بالتزامن مع زيادة وتيرة الجرائم الإسرائيلية، مؤكداً أن منطقة المواصي، التي يروج الاحتلال لها كمنطقة إنسانية، تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة وتعرضت لأكثر من 110 غارات خلفت ألفي شهيد.
ووثق المكتب نزوح نحو 270 ألف فلسطيني من منازلهم بمدينة غزة إلى جنوبي القطاع تحت وطأة القصف الإسرائيلي، فيما عاد منهم أكثر من 22 ألفاً لانعدام مقومات الحياة في الجنوب، وفق البيان.
وأكد أن جيش الاحتلال يواصل قصفه المكثف وتفجير المباني السكنية بالتزامن مع عملية برية "واسعة" أعلنها الثلاثاء الماضي في عدة محاور من مدينة غزة، في إطار خطة حكومية إسرائيلية لإعادة احتلال القطاع تدريجياً.
والثلاثاء، قال جيش الاحتلال إنه شرع في "عملية برية واسعة" بأرجاء مدينة غزة، بمشاركة قوات نظامية واحتياطية من الفرق 98 و162 و36، لكن لم يُلاحظ وفق شواهد ميدانية ومصادر محلية توغل بري فعلي سوى مساء الأربعاء الماضي في الأحياء الشمالية للمدينة.
وبذلك يكون الجيش موجودا بريا في عدة محاور بمدينة غزة وهي: الشمالي في محيط مفترق "الصاروخ" في تقاطع شارعي الجلاء والصفطاوي، والشمال الشرقي في المدارس ضمن محيط منطقة بركة حي الشيخ رضوان، والشمال الغربي بمحيط حي الكرامة، والجنوب الغربي قرب مفترق الدحدوح في "شارع 8" ومحيط الكلية الجامعية، والشرقي في أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح، والجنوب الشرقي في حي الصبرة.
وفي 8 أغسطس/آب الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءاً بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وإضافة إلى القتلى والجرحى ومعظمهم أطفال ونساء، خلفت الإبادة ما يزيد على 9 آلاف مفقود، بجانب مئات آلاف من النازحين.