وذكرت محافظة القدس، في بيان، أن "آليات الاحتلال الإسرائيلي هدمت مزرعة تعود للمواطن فاروق مصطفى في منطقة روابي العيسوية قرب بلدة الزعيم شرق القدس المحتلة، بحجة البناء من دون ترخيص".
وقال مصطفى في البيان، إنّ "قوات الاحتلال اقتحمت المزرعة برفقة الجرافات"، مضيفاً أنها "شرعت بهدم بَرَكسٍ (حظيرة) من الصفيح بمساحة 150 متراً مربعاً، وعريشة زراعية بمساحة 100 متر مربع".
كما "جرّفت السياج المحيط بالأرض البالغة نحو 8 دونمات (الدونم يساوي ألف متر مربع)، ما ألحق دماراً واسعاً بالمزرعة"، وفق مصطفى.
وذكرت المحافظة أن "هذه الجريمة تأتي في سياق سياسة الاحتلال الاستيطانية المتسارعة لتنفيذ مخطط إي 1 الاستعماري"، موضحة أن المخطط يهدف إلى "تفريغ الأراضي الفلسطينية شرق القدس وضمّها لمصلحة المستوطنات، بما يعمّق عزل المدينة عن امتدادها الفلسطيني في الضفة الغربية، ويقوّض فرص إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً".
ويهدد هذا المشروع نحو 7 آلاف فلسطيني يعيشون في 22 تجمعاً في بادية القدس، إذ يواجهون خطر التهجير القسري.
قاطفو الزيتون
وفي سياق متصل، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، الرصاص الحي، صوب قاطفي الزيتون في بلدة كفر راعي جنوبي جنين.
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إلى أنّ عدداً من المستوطنين اعتدوا على المزارعين وقاطفي الزيتون في أثناء قطف ثمار الزيتون في أراضيهم بمساندة جيش الاحتلال، الذي فتح الرصاص الحي تجاههم، لإجبارهم على ترك أراضيهم.
وتتعرض الأراضي الفلسطينية خلال موسم قطف الزيتون السنوي لاعتداءات متكررة من المستوطنين وجيش الاحتلال، ما يحول دون وصول المزارعين إلى أراضيهم ويتسبب بخسائر مادية جسيمة، ويزيد من معاناتهم اليومية.
تجريف أراضٍ
وفي وقت سابق اليوم، جرّف جيش الاحتلال الإسرائيلي، نحو 70 دونماً من الأراضي الزراعية الفلسطينية جنوب الضفة الغربية المحتلة، لتوسيع منطقة استيطانية.
وقال منسق لجان المقاومة الشعبية في بلدة بيت أمر، يوسف أبو ماريا، إن "جرافات تتبع سلطات الاحتلال الإسرائيلي شرعت بتجريف أراضٍ زراعية تقدر مساحتها بـ.70 دونماً (الدونم يساوي ألف متر مربع)".
وأوضح أن الأراضي المستهدفة "من أراضي بلدة بيت أمر (جنوب محافظة الخليل)، وذلك لمصلحة توسيع منطقة بيت البركة الاستيطانية"، وشدَّد على أن "التجريف والمصادرة يأتيان على حساب أراضي الفلسطينيين ومزارعهم".
ووفقاً لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية (حكومية) فإنه منذ بداية 2025 أصدرت إسرائيل 53 أمراً لوضع اليد على أراضٍ فلسطينية لأغراض عسكرية.
وأفادت الهيئة، بمناسبة مرور عامين على الإبادة في قطاع غزة، بأن السلطات الإسرائيلية استولت على 55 ألف دونم، وأقامت 25 منطقة عازلة حول المستوطنات في سنتين.
وفي أغسطس/آب الماضي أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الموافقة على بناء 3401 وحدة استيطانية قرب مستوطنة معاليه أدوميم، و3515 وحدة في المنطقة المجاورة.
وقال سموتريتش، الذي يشغل أيضاً منصباً بوزارة الدفاع يشرف على الاستيطان، إن "الخطة تربط معاليه أدوميم بمدينة القدس، وتقطع التواصل العربي بين (محافظتي) رام الله وبيت لحم".
وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، ويقوّض إمكانية تنفيذ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتدعو منذ عقود إلى وقفه من دون جدوى.
وسبق أن وصفت منظمة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية هذا المخطط الاستيطاني بأنه "ضربة قاضية" لحل الدولتين، إذ سيفصل شمال الضفة عن جنوبها ويعزل مدينة القدس.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس المحتلة عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967، ولا بضمّها إليها في 1980.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، على حدود ما قبل حرب 1967.