وقالت هيئة شؤون الأسرى (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي) في بيان مشترك، إن الهيئة العامة للشؤون المدنية، وهي جهة اتصال رسمية مع الجانب الإسرائيلي، أبلغتهما استشهاد الأسير المسنّ كامل محمد العجرمي (69 عاماً) من غزة.
وذكرت المؤسستان أن العجرمي استُشهد في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد نقله إلى سجن سوروكا من سجن النقب جنوب إسرائيل. وأشارتا إلى أنه اعتُقل في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وهو متزوج، وأب لستة أبناء.
وعادة ما تتأخر إسرائيل في الإعلان عن استشهاد الأسرى داخل سجونها، بلا توضيح للأسباب.
وبوفاة العجرمي يرتفع عدد "شهداء الحركة الأسيرة" منذ بداية حرب الإبادة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 80 أسيراً جرى التعرف على هوياتهم، في ظل استمرار "جريمة الإخفاء القسري التي تطال عشرات المعتقلين"، وفق المؤسستين.
ويقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، قتل عديداً منهم، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وشدّد المؤسستان على أن "تسارع وتيرة استشهاد الأسرى والمعتقلين بهذه الصورة غير المسبوقة، يثبت أن منظومة السجون الإسرائيلية ماضية في تنفيذ سياسة القتل البطيء بحقّهم، إذ لم يعُد يمرّ شهر دون ارتقاء شهيد جديد من صفوفهم". وحمّلتا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن وفاة المعتقل العجرمي، مجدّدتَين دعوتهما المؤسسات الحقوقية الدولية إلى اتخاذ الإجراءات الفاعلة لمحاسبتها.
في سياق متصل حذّر مركز حقوقي فلسطيني الاثنين، من خطورة الوضع الصحي للقيادي بحركة حماس المعقتل بسجون إسرائيل محمد جمال النتشة، نتيجة الإهمال والتعذيب المتعمد بحقه.
وقال مركز فلسطين لدراسات الأسرى التابع للحركة: "نحذّر من إقدام الاحتلال على اغتيال الشيخ الأسير القيادي محمد جمال النتشة (68 عاماً) من الخليل جنوبي الضفة داخل السجون، بإهمال علاجه ورعايته، رغم ظروفه الصحية الصعبة، وتدهور وضعه الصحي مؤخراً إلى حدّ الخطورة".
وأوضح المركز في بيان أنه منذ الاعتقال الأخير للقيادي النتشة في مارس/آذار الماضي "نقله الاحتلال للتحقيق، ومارس بحقه أبشع أنواع التعذيب رغم كبر سنّه ومعاناته من عدة أمراض".
وقال إن الممارسات الإسرائيلية بحق النتشة أدت إلى "تردّي وضعه الصحي بشكل خطير وإصابته بفقدان الذاكرة وعدم التركيز، ما اضطر الاحتلال إلى نقله إلى مستشفى الرملة" وسط إسرائيل.
وذكر المركز أن النتشة من أبرز القيادات الإسلامية في مدينة الخليل، وشغل منصب عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس عام 2006.
واعتُقل النتشة عشرات المرات وأمضى ما مجموعه 23 عاماً في سجون الاحتلال، غالبيتها في الاعتقال الإداري التعسفي بلا تهمة، ما يشير إلى سياسة الانتقام التي يمارسها الاحتلال بحقه، وفق المركز.
وحمّل المركز الفلسطيني "سلطات الاحتلال وإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير الشيخ النتشة"، وطالب بـ"تَدخُّل عاجل وضغط على الاحتلال" لإنقاذ حياته.