وادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان، أن القوات بدأت "بتدمير بنى حماس التحتية في مدينة غزة"، فيما أكد شهود عيان أن الغارات استهدفت بالدرجة الأولى أبراجاً وعمارات سكنية تؤوي آلاف المدنيين.
وطالبت قوات الاحتلال الفلسطينيين بالانتقال عبر شارع الرشيد إلى مناطق جنوب وادي غزة، بزعم أنها "آمنة"، رغم أن تلك المناطق، ولا سيما المواصي غرب خان يونس، تتعرض بشكل متكرر لقصف عنيف استهدف خيام النازحين وأسفر عن مجازر مروعة خلال الأشهر الماضية.
وزعم أدرعي أن "350 ألفاً من أصل مليون فلسطيني غادروا مدينة غزة"، بينما أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن المدينة ما تزال تؤوي أكثر من مليون مدني يعيشون ظروفاً قاسية تحت القصف.
واستهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مثوله أمام المحكمة المركزية للرد على تهم الفساد، اليوم الثلاثاء، بالإعلان عن بدء جيش الاحتلال "هجوماً مكثفاً" على غزة، بينما تباهى وزير الدفاع يسرائيل كاتس في تدوينة على منصة "إكس" قائلاً: "غزة تحترق والجيش يضرب بقبضة من حديد".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن نتنياهو قوله في قاعة المحكمة: "بدأنا عملية مكثفة في مدينة غزة".
فيما كتب كاتس عبر منصة "إكس"، تزامناً مع اشتداد قصف عدد كبير من البيوت المأهولة على رؤوس سكان المدينة: "غزة تحترق. الجيش الإسرائيلي يضرب بقبضة من حديد البنية التحتية الإرهابية، ويقاتل جنوده لتهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس. لن نلين ولن نتراجع حتى اكتمال المهمة"، على حد تعبيره.
يأتي ذلك بالتزامن مع هجوم إسرائيلي عنيف على مدينة غزة، حيث عاش الفلسطينيون ليلة دامية استشهد خلالها 35 شخصاً، فيما أصيب وفُقد آخرون، وسط قصف جوي ومدفعي مكثف، وتفجير روبوتات مفخخة لنسف منازل ومبانٍ سكنية شمال غربي المدينة.
وخلال الأسابيع الماضية، كثفت قوات الاحتلال من استهداف الأبراج والعمارات السكنية، وذلك بعد إقرار الحكومة الإسرائيلية، في 8 أغسطس/آب الماضي، خطة لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجياً، بدءاً من مدينة غزة.
ومنذ 11 من الشهر نفسه، بدأ جيش الاحتلال هجومه على حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، ليتوسع لاحقاً إلى الصبرة وأحياء شمالية وغربية أخرى، مستخدماً سياسة التدمير الواسع.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي، دمر الاحتلال حتى مساء السبت أكثر من 3600 بناية وبرج سكني بشكل كامل أو جزئي، إضافة إلى نحو 13 ألف خيمة للنازحين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 64 ألفاً و905 شهداء و164 ألفاً و926 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 425 فلسطينياً بينهم 145 طفلاً.