وعقد روبيو اجتماعاً مغلقاً مع أمير قطر في الديوان الأميري استمر أقل من ساعة، قبل أن يغادر الدوحة.
جاءت هذه الزيارة بعد القمة العربية-الإسلامية الطارئة التي انعقدت في الدوحة، التي دعت الدول إلى مراجعة علاقاتها مع إسرائيل على خلفية الغارات غير المسبوقة التي نفذتها الأخيرة على قطر.
وانطلق روبيو إلى الدوحة قادماً من إسرائيل التي شنت قصفاً عنيفاً على قطاع غزة، معبراً عن تشاؤمه إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه أكد أن قطر تبقى الدولة الوحيدة القادرة على الإسهام في إنهاء الحرب.
وخلال مغادرته مطار بن غوريون في تل أبيب، قال روبيو للصحفيين إن الولايات المتحدة تطلب من قطر مواصلة جهودها، مؤكداً تقدير واشنطن للدور البنّاء الذي تقوم به الدوحة في سبيل إنهاء النزاع.
وأضاف أن قرار متابعة الوساطة يعود لقطر، لكنه شدد على أن قطر هي الدولة الوحيدة القادرة على المساعدة في التوصل إلى تسوية عبر المفاوضات.
وأكد روبيو أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع قطر من أجل التوصل إلى اتفاق دفاعي بين البلدين في المستقبل القريب.
من جهته، دعا مجلس التعاون الخليجي خلال المؤتمر الصحفي الختامي للقمة الطارئة الولايات المتحدة إلى استخدام نفوذها لكبح الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي واشنطن، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لن يضرب في قطر" مجدداً، بينما اكتفى روبيو في إسرائيل بالإشارة إلى أهمية النظر نحو المستقبل بعد الضربة، دون الإشادة المباشرة بدور قطر.
وفي سياق متصل، أدانت الأمم المتحدة الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في قطر، واعتبرته تهديداً للسلام والاستقرار الإقليميين.
وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أن الهجوم يهدد الاستقرار، داعياً إلى محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل خارج نطاق القانون.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، عبر المتحدث باسمها تومي بيغوت، أن روبيو جدد دعم الولايات المتحدة الكامل لأمن وسيادة قطر عقب الهجوم الإسرائيلي على الدوحة.
تأتي هذه الزيارة في ظل دور قطر المحوري في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين في قطاع غزة، إذ تستضيف الدوحة المكتب السياسي لحركة حماس منذ عام 2012 بموافقة واشنطن التي تسعى للحفاظ على قنوات اتصال مع الحركة.
وخلال زيارته إلى إسرائيل، تعهد روبيو بمواصلة الدعم الأمريكي "الراسخ" للدولة العبرية لتحقيق أهدافها في غزة، داعياً إلى القضاء على حماس. وقال إن الوقت المتاح للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار محدود جداً، قد يمتد لأيام أو أسابيع قليلة فقط.
يُذكر أن جيش الاحتلال شن في 9 سبتمبر/أيلول هجوماً جوياً على مقر قيادة حركة حماس في الدوحة، ما أدانته قطر واعتبرت الهجوم عدواناً يستدعي الرد، في حين أعلنت حركة حماس نجاة وفدها المفاوض من محاولة الاغتيال التي أدت إلى مقتل مدير مكتب رئيس الحركة جهاد لبد، ونجله همام الحية، بالإضافة إلى ثلاثة من مرافقيهم.