وقالت الوزارة في بيانها الإحصائي اليومي، إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية "59 شهيداً و386 مصاباً" جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية.
وأكدت وجود عدد من الضحايا تحت ركام المنازل والمنشآت المدمرة وفي الطرقات، إذ تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب خطورة الأوضاع الأمنية.
وأوضحت الوزارة أن حصيلة الضحايا من منتظري المساعدات الإنسانية ارتفعت إلى "ألفين و497 شهيداً وأكثر من 18 ألفاً و294 مصاباً" منذ 27 مايو/أيار الماضي.
وأشارت إلى أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 24 ساعة الماضية "112 مصاباً من منتظري المساعدات".
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، باشرت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي آلية لتوزيع المساعدات عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، لكنها مرفوضة أممياً.
وعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف منتظري المساعدات في أماكن التوزيع، موقعاً آلافاً منهم بين شهيد وجريح.
وفي السياق، ذكرت الوزارة أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل إبادتها بغزة في 18 مارس/آذار الماضي ارتفعت إلى "12 ألفاً و413 شهيداً، و53 ألفاً و271 مصاباً".
ارتفاع وفيات التجويع
في السياق، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة وفيات سوء التغذية الناجم عن سياسة التجويع الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو عامين إلى 428 فلسطينياً بينهم 146 طفلاً.
وقالت الوزارة في بيان، إنها سجلت خلال الساعات الـ24 الماضية "3 حالات وفاة بينهم طفل نتيجة المجاعة وسوء التغذية".
وأوضحت أنه بذلك يرتفع "إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 428 شهيداً بينهم 146 طفلاً"، وذلك منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشارت إلى أنه منذ إعلان منظمة "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (آي بي سي) المجاعة بغزة، في أغسطس/آب الماضي، جرى تسجيل "150 حالة وفاة بينهم 31 طفلاً".
وأعلنت المنظمة، عبر تقرير في 22 أغسطس/آب الماضي، "حدوث المجاعة في مدينة غزة (شمال)"، وتوقعت أن "تمتد إلى مدينتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول نهاية سبتمبر/أيلول (الحالي)".
ليلة دامية
في غضون ذلك، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 38 فلسطينياً بينهم 35 في مدينة غزة فقط بينما أُصيب وفٌقد آخرون، منذ فجر الثلاثاء، في هجمات متفرقة على القطاع، تزامناً مع قصف جوي ومدفعي مكثف وعمليات تفجير روبوتات مفخخة لنسف منازل ومبان سكنية شمال غربي المدينة في ليلة دامية.
ووفق مصادر طبية وشهود عيان، فقد استهدف جيش الاحتلال عدة منازل متلاصقة مكتظة بالفلسطينيين وخيام نازحين.
وارتكب جيش الاحتلال مجزرة مروعة بقصف منازل متلاصقة تعود لعائلات زقوت وحمد وعاشور قرب مفترق الأمن العام ما أسفر عن استشهاد 8 فلسطينيين بينهم أطفال ونساء كحصيلة أولية، وإصابة أكثر من 40 آخرين، وفقدان العشرات تحت الأنقاض.
ولعدة ساعات، واصلت طواقم الدفاع المدني والإسعاف محاولة إنقاذ أكبر عدد ممكن من المصابين من تحت الأنقاض وانتشال القتلى.
وفي شرقي المدينة، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة ثانية بقصف منزلين مأهولين بالسكان يعودان لعائلتي طه ومسعود قرب ساحة الشوا في حي الدرج ما أسفر في حصيلة أولية عن استشهاد 3 فلسطينيين وفقدان العشرات من تحت الأنقاض.
وهذا القصف خلف دماراً واسعاً في المنازل المجاورة، بينما تواصلت عملية انتشال القتلى من تحت الأنقاض وإيصالهم للمستشفيات المعمداني والشفاء، ولم يتسنَّ معرفة الحصيلة النهائية لأعدادهم.
وفي جنوبي المدينة، استشهد 4 فلسطينيين وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً مأهولاً لعائلة الهندي في حي الصبرة.
أما في غربي المدينة، فأٌصيب عدد من الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلاً مأهولاً لعائلة صيام في مخيم الشاطئ.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف محيط مدرسة حمامة في حي الشيخ رضوان شمال غربي المدينة.
وخلال ساعات الليل، واصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات نسف لمنازل ومبان سكنية بالروبوتات المفخخة في محيط منطقة بركة حي الشيخ رضوان، تزامناً مع قصف مدفعي وإطلاق نار من مسيرات تجاه منازل المواطنين في محيط المنطقة.
في حين شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات مكثفة ومتتابعة استهدفت مناطق المخابرات والكرامة شمال غربي المدينة.
وفي وسط القطاع، استشهد أب وأم وطفلتهما وأٌصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة تمراز في شارع السوق غرب مدينة دير البلح.
كما أٌصيب عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في مدرسة أبو هميسة بمخيم البريج.
فرار أطفال مدينة غزة أمر "غير إنساني"
على الصعيد الإنساني، قالت مسؤولة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم الثلاثاء، إنه من "غير الإنساني" توقع مغادرة مئات الآلاف من الأطفال مدينة غزة لأن المخيمات الواقعة في الجنوب غير آمنة ومكتظة وغير مجهزة لاستقبالهم.
وأعلنت إسرائيل اليوم الثلاثاء بدء عمليتها البرية التي طال انتظارها في مدينة غزة، المركز الحضري الرئيسي في القطاع الذي أمرت إسرائيل سكانه بالفرار منه.
وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 140 ألف شخص فروا حتى الآن إلى الجنوب من مدينة غزة منذ 14 أغسطس/آب من بين سكان يبلغ عددهم زهاء مليون نسمة.
وقالت تيس إنغرام المتحدثة باسم اليونيسف للصحفيين في اتصال عبر الفيديو من مخيم المواصي مترامي الأطراف في قطاع غزة، "من غير الإنساني أن نتوقع من قرابة نصف مليون طفل، تعرضوا لعنف وصدمات نفسية على مدى أكثر من 700 يوم من الصراع المتواصل، أن يفروا من جحيم لينتهي بهم المطاف في جحيم آخر".
وقالت إنغرام "ليس أمام الناس خيار جيد حقاً، إما البقاء في الخطر أو الفرار إلى مكان يعلمون أيضاً أنه خطر"، مضيفة أن بعض الأطفال قُتلوا في مخيم المواصي خلال جلبهم للمياه.
ووصفت رؤيتها لأعداد كبيرة من الناس يفرون على الطريق الرئيسي خارج مدينة غزة هذا الأسبوع. وقالت إنغرام إنها التقت بإحدى الأمهات، وتدعى إسراء، التي قطعت الرحلة سيراً على الأقدام مع أطفالها الخمسة الجائعين والعطشى ومن بينهم طفلان حافيان.
منع دخول المساعدات
إنسانياً أيضاً، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إنه منذ 27 يوليو/تموز 2025 وحتى الآن، دخل قطاع غزة فقط 4543 شاحنة مساعدات من أصل 30000 متوقعة، أي نحو 15% فقط من الاحتياجات الإنسانية لـ2.4 مليون شخص، بينهم أكثر من مليون طفل.
وذكر أن بعض الشاحنات تعرّضت للنهب في ظل الفوضى الأمنية التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي عبر سياسة "هندسة التجويع والفوضى" لاستنزاف صمود الشعب الفلسطيني.
وذكر المكتب أن الاحتلال يواصل فرض حصار خانق على غزة بإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات بالكميات اللازمة، إضافة إلى إغلاق منفذ "زيكيم" الشمالي. كما يحرم السكان من أكثر من 430 صنفاً غذائياً أساسياً، مستهدفاً حياة المدنيين ومصادر بقائهم.
ورغم سماح إسرائيل بدخول شاحنات محدودة من المساعدات الإنسانية والبضائع، فإن التجويع ما زال مستمراً، إذ تتعرض تلك الشاحنات في معظمها للسرقة من عصابات تقول حكومة غزة إنها تحظى بحماية إسرائيلية.