وقالت الوزارة في بيانها الإحصائي اليومي، إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية "37 شهيداً، و175 مصاباً" جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية.
وأكدت وجود عدد من الضحايا تحت ركام المنازل والمنشآت المدمرة وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب خطورة الأوضاع الأمنية.
وأوضحت الوزارة أن حصيلة الضحايا من منتظري المساعدات الإنسانية ارتفعت إلى "ألفين و531 شهيداً وأكثر من 18 ألفاً و531 مصاباً" منذ 27 مايو/أيار الماضي.
قصف متجدد
في غضون ذلك، استُشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون اليوم الأربعاء، في قصف الاحتلال الإسرائيلي مدينتي غزة وخان يونس.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 3 مواطنين وإصابة آخرين بجروح إثر قصف الاحتلال منطقة السطر الغربي شمالي خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما استُشهد مواطنان وأصيب آخرون في غارة للاحتلال على حي التفاح شمال شرق مدينة غزة، وشرقي مخيم البريج وسط القطاع.
بدورها، أفادت مصادر محلية، بأن مئات العائلات النازحة من شمال القطاع إلى جنوبه تفترش الأرض لعدم وجود مأوى.
الإغاثة الطبية تخرج عن الخدمة
إنسانياً، قالت جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية (أهلية)، إن جيش الاحتلال استهدف مقرها بحي تل الهوى جنوب مدينة غزة، بعد يومين من تدمير مقر آخر للجمعية بحي الدرج (شرق)، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة.
وأضافت الجمعية في بيان أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم الآن باستهداف مقر الإغاثة الطبية في حي تل الهوى بالقصف الإجرامي".
وأشارت إلى أن "هذا الاستهداف المتعمد يؤكد نية الاحتلال الاستمرار في تنفيذ الإبادة الطبية والصحية بحق جميع المرافق العاملة في مدينة غزة، بهدف حرمان سكانها مما تبقى من مقومات الحياة والصمود والبقاء".
وأكد البيان أن "هذه الاعتداءات المدانة تشكل انتهاكاً صارخاً ومتعمداً للقوانين والمعاهدات الدولية، بما فيها اتفاقيات جنيف التي تكفل الحماية والحصانة للطواقم والمرافق الطبية".
ولفتت الجمعية إلى أن جيش الاحتلال حاصر المقر الصحي للإغاثة الطبية منذ أيام، تمهيداً لقصفه إلى جانب المباني المحيطة به، مضيفة أنه "بتدمير هذا المقر أصبحت جميع مقرات الإغاثة الطبية في قطاع غزة خارج الخدمة نتيجة استهدافها من جيش الاحتلال".
وأشارت إلى أن المقر ذاته تعرض في ديسمبر/كانون الأول 2023 لقصف جزئي وسرقة محتوياته، قبل أن تقوم الطواقم بترميمه في فبراير/شباط 2025 لضمان استمرار الخدمات الصحية للمواطنين.
نزوح متواصل
إلى ذلك، قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، إن مئات العائلات النازحة قسرا من شمال قطاع غزة إلى جنوبه جراء الهجمات الإسرائيلية "تفتقر إلى مأوى وتفترش الأرض في ظروف مأساوية".
وأوضح الجهاز في بيان، أن "مئات العائلات نزحت منذ أيام من شمال القطاع إلى جنوبه، وتفترش الأرض لعدم تمكنها من توفير مأوى مؤقت بسبب أوضاعها المادية الصعبة".
وحمل الدفاع المدني إسرائيل "المسؤولية المباشرة عن الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون، الذين يواجهون خطر الموت في انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني".
ودعا الجهاز المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية، لـ"التحرك العاجل لوقف المأساة والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ وقف فوري للحرب في القطاع".
وفي السياق ذاته، كشف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الأربعاء، أن 335 ألف مواطن اضطروا لمغادرة منازلهم من مدينة غزة تحت وطأة القصف الإسرائيلي، بينهم أكثر من 60 ألفاً نزحوا خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط.
فيما لا يزال 900 ألف فلسطيني في المدينة يتمسكون بحقهم في البقاء، ويرفضون التهجير القسري رغم القصف العنيف وجرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل.
وأضاف البيان أن المناطق الجنوبية للقطاع "تفتقر بشكل كامل إلى مقومات الحياة الأساسية، فلا مستشفيات ولا بنية تحتية ولا خدمات ضرورية من ماء أو غذاء أو مأوى أو كهرباء أو تعليم، ما يجعل العيش فيها أقرب إلى المستحيل".
وزاد: "المساحة التي خصصها الاحتلال في خرائطه كمناطق إيواء لا تتجاوز 12% فقط من مساحة قطاع غزة، ويحاول حشر أكثر من 1.7 مليون إنسان داخلها".
يأتي ذلك عقب إعلان جيش الاحتلال في 21 سبتمبر/أيلول الجاري تعميق هجوم البري على مدينة غزة ضمن خطة أقرتها حكومته لإعادة احتلال القطاع تدريجياً، والتي بدأ تنفيذها في 11 أغسطس/آب الماضي.