وأفاد جهاز الإسعاف والطوارئ باستشهاد 7 وإصابة عشرات في وقت مبكر اليوم الأربعاء، جراء قصف طائرات الاحتلال مبنى يُؤوِي نازحين قرب سوق فراس بمدينة غزة، بالإضافة إلى استشهاد 4 من أسرة واحدة إثر غارة إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الأربعاء وليل الثلاثاء، قنابل مضيئة فوق حيَّي النصر وتل الهوى في مدينة غزة، وسط غارات وقصف مدفعي تزامناً مع استمرار توغل قوات الاحتلال في عدد من أحياء في المدينة.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية مقطعاً مصوَّراً يُظهِر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين في أثناء نزوحهم من مدينة غزة.
والثلاثاء استُشهد 35 فلسطينياً وأُصيبَ وفُقد آخرون، في هجمات إسرائيلية على قطاع غزة، تزامناً مع تفجير منازل بعربات مفخَّخة في الأحياء الجنوبية لمدينة غزة، وأسفرت الهجمات الإسرائيلية على أحياء مدينة غزة والشمال عن استشهاد 25 فلسطينياً، وفق ما أوردته مصادر طبية للأناضول.
وبحسب شهود عيان ومصادر طبية للأناضول، استهدفت الهجمات الإسرائيلية منازل وخياماً تؤوي نازحين وتجمعات لمدنيين وصيادين في بحر مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وبرّيّاً يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي وجوده في عدة محاور رئيسية بمدينة غزة، هي "مفترق الصاروخ" (شمال)، ومحيط المدارس الموجودة بمنطقة بركة الشيخ رضوان.
كما يتمركز الجيش بمحيط حي الكرامة (شمال غرب)، وتقدم في وقت سابق الثلاثاء نحو كيلومتر تجاه الأطراف الشمالية لحي النصر، وتقدم الاثنين مئات الأمتار بحيّ تل الهوى (جنوب غرب) بعدما تمركز سابقاً في محيط "مفترق الدحدوح"، وفي أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح (شرق)، وحي الصبرة (جنوب شرق).
وفي الشأن الإنساني قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن “تصاعد العنف قرب مستشفى الرنتيسي والعيون بغزة أدى إلى توقفهما وجعلهما غير آمنين، ما أجبر المرضى والعاملين على الفرار”.
وأضاف: “مستشفى الرنتيسي كان المستشفى التخصصي الوحيد للأطفال في غزة، ومستشفى العيون بغزة كان المرفق الوحيد الذي يقدم رعاية متخصصة للعيون”.
وتابع: “مزيد من الأرواح سيُفقَد مع بقاء مئات الآلاف بمدينة غزة واستمرار إغلاق المرافق الصحية”.
من جانبها أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الثلاثاء، توقف محطة الأكسيجين الخاصة بمستشفى القدس في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، إثر تَعرُّضها لإطلاق نار إسرائيلي، محذّرة من خطورة الأوضاع في محيط المستشفى.
وقالت الجمعية في بيان، إن المستشفى يعتمد حاليّاً على أسطوانات أكسيجين معبَّأة مسبقاً، تكفي لمدة 3 أيام فقط، ما يهدد حياة المرضى مباشرة، وذكرت أن الآليات الإسرائيلية حاليّاً عند البوابة الجنوبية للمستشفى وتمنع الدخول إليه والخروج منه.
وفي 16 سبتمبر/أيلول الجاري، قال الجيش إنه شرع في "عملية برية واسعة" بأرجاء مدينة غزة، بمشاركة قوات نظامية واحتياطية من الفرق 98 و162 و36. وفي 8 أغسطس/آب الماضي أقرَّت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجياً، بدءاً بمدينة غزة التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.
وبدأ الجيش في 11 أغسطس/آب الهجوم على المدينة انطلاقاً من حي الزيتون، في عملية أطلق عليها لاحقاً "عربات جدعون 2"، وتَخلَّل الهجوم نسف منازل باستخدام مدرعات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة بغزة خلّفت 65 ألفاً و382 شهيداً و166 ألفاً و985 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.