وجرى تجهيز السفينة بقسم عناية مركزة لتقديم خدمات صحية ميدانية لباقي سفن الأسطول، إلى جانب تحميلها بمساعدات إنسانية تشمل خياماً وأدوية وأغذية للأطفال حديثي الولادة، ومواد تموينية متنوعة.
وكان من المقرر أن تبحر السفينة يوم الثلاثاء الماضي، الذي يصادف "يوم الشهيد" في ليبيا، تخليداً لذكرى استشهاد عمر المختار، إلا أن ترتيبات لوجستية حالت دون ذلك، كما أدى سوء الأحوال الجوية إلى تأجيل الإبحار مرة أخرى يوم الأربعاء.
وأوضح المتحدث باسم السفينة، نبيل السوكني، أن الطاقم أصبح جاهزاً بالكامل، وجرى تأمين تمويل إضافي لبعض القوارب الصغيرة المشاركة، بالإضافة إلى انضمام شخصيات جديدة بعد خروج قوارب أخرى لأسباب فنية.
وتضم السفينة عدداً من الشخصيات البارزة، من بينهم رئيس الوزراء الليبي الأسبق عمر الحاسي، وناشطون حقوقيون من اسكتلندا وكندا، إضافة إلى مناضلين دوليين.
وأكد عبد الرحمن حميد، المرافق الصحي للسفينة، أنه جرى تجهيز القسم الطبي بالمعدات والأدوية اللازمة، ضمن خطة لتأمين الدعم الصحي لسفن الأسطول خلال الرحلة البحرية.
في سياق متصل، أعلن أسطول الصمود المغاربي، الأحد، رفع مستوى الحذر الأمني بعد رصد ثلاث طائرات مسيّرة مجهولة الهوية تحلق فوق سفينة "مالي/دير ياسين".
ووصف الأسطول الحادث بأنه "تطور مقلق" استدعى اتخاذ إجراءات مراقبة ورد ضمن البروتوكولات المعتمدة، قبل انسحاب الطائرات دون أي احتكاك مباشر.
وقال وائل نوار، المتحدث باسم هيئة تسيير الأسطول المغاربي، في تسجيل مصور من على متن "دير ياسين"، إن السفينة غادرت المياه الإيطالية قرب جزيرة صقلية وتتجه إلى المياه الدولية قرب اليونان، مضيفاً أن عزيمة المشاركين قوية، وأن أياماً قليلة تفصلهم عن الوصول إلى غزة.
وسبق أن أعلن أسطول الصمود المغاربي أن مسيّرتين إسرائيليتين استهدفتا سفينتين في ميناء سيدي بوسعيد بتونس، في هجومين منفصلين، فيما التزمت تل أبيب الصمت.
وتعد هذه أول مرة يبحر فيها هذا العدد من السفن مجتمعة نحو قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.4 مليون مواطن فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ 18 عاماً.
وسبق أن مارست إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية القرصنة ضد سفن سابقة أبحرت فرادى نحو غزة، إذ استولت عليها، ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة دخول أي مواد غذائية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وتسمح إسرائيل أحياناً بدخول مساعدات محدودة جداً لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول "حكومة غزة" إن إسرائيل تحميها.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفاً و283 شهيداً و166 ألفاً و575 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.