وبحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية، استعرض ماكرون خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي أمس السبت نتائج المؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية، الذي ترأسته كل من فرنسا والسعودية. وشمل الاتصال بحث سبل دعم الجهود الدولية لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق السلام، وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأشار الجانبان إلى أهمية اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان نيويورك الصادر عن المؤتمر، والتصويت عليه بأغلبية كبرى، معتبرين أن ذلك يعكس إجماعاً دولياً متزايداً على ضرورة المضي نحو تسوية شاملة تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
كما نوّه الاتصال بالعدد المتزايد من الدول التي أعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة تعكس دعماً متزايداً لتطبيق حل الدولتين.
وفي السياق ذاته، تلقّى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي تناول التنسيق الجاري بشأن المؤتمر. وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية محمد الشناوي أن الاتصال شدد على أهمية المؤتمر باعتباره خطوة محورية نحو الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، على أساس حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ورحب السيسي خلال الاتصال بإعلان فرنسا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واعتبر ذلك مساهمة إيجابية نحو تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. كما دعا الدول التي لم تعترف بعدُ بفلسطين إلى اتخاذ خطوات مماثلة لدعم المسار الدولي لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار.
في تطور متصل، أفادت وسائل إعلام بريطانية، بينها بي بي سي وبرس أسوسييشن، بأن الحكومة البريطانية تعتزم الإعلان رسمياً عن اعترافها بدولة فلسطين يوم الأحد.
ويشكل هذا القرار تحوّلاً كبيراً في السياسة الخارجية البريطانية، خصوصاً مع تصاعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قد أعلن في يوليو/تموز الماضي أن بلاده ستعترف بفلسطين إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات جوهرية نحو وقف إطلاق النار مع حركة حماس، بحلول موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الجاري.
واعتبر ستارمر أن الاعتراف من شأنه أن يدعم عملية سلام قائمة على حل الدولتين، في لحظة وصفها بأنها "حاسمة". في المقابل، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموقف البريطاني، واتهم لندن بـ"مكافأة الإرهاب" و"استرضاء الفكر الجهادي".
يأتي هذا الإعلان المتوقع قبل أيام من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت تستعدّ فيه نحو عشر دول أخرى، من بينها فرنسا، للاعتراف بدولة فلسطين، في ظل استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة، كبرى مدن القطاع.
ومؤخراً، أعلنت 11 دولة استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين، من بينها مالطا وبريطانيا ولوكسمبورغ وفرنسا وأستراليا وأرمينيا، في خطوة تعكس تنامي الدعم الدولي لحقوق الفلسطينيين وجهود إقامة دولتهم المستقلة. ومن أصل 193 دولة عضواً في المنظمة الدولية، تعترف 149 دولة على الأقل بدولة فلسطين التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات في الجزائر عام 1988.